أكرم القصاص يكتب: دور القاهرة الإقليمى فى انتزاع التوتر وبناء الثقة.. مصر تمتلك علاقات قوية مع كل الدوائر.. واعتراف قادة دول كبرى بدورها الفاعل بالملفات الإقليمية تعبير عن الاحترام والثقة وتبنى رؤيتها للأحداث

الإثنين، 15 نوفمبر 2021 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: دور القاهرة الإقليمى فى انتزاع التوتر وبناء الثقة.. مصر تمتلك علاقات قوية مع كل الدوائر.. واعتراف قادة دول كبرى بدورها الفاعل بالملفات الإقليمية تعبير عن الاحترام والثقة وتبنى رؤيتها للأحداث أكرم القصاص
أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يمكن لأى محلل متابع للشأن الإقليمى، المرور دون أن يتوقف عند ما حققته الدولة المصرية من ثقة إقليمية ودولية وتأثير ينعكس فى تبنى الخطاب المصرى تجاه الأحداث، أو التفاعل مع طرح القاهرة فى معضلات تبدو أحيانًا مستعصية على الحل، ونظرة على الخريطة الإقليمية تكشف نقاط تأثير الخطوات المصرية، وقدرتها على بناء سياسة خارجية تقوم على التوازن ونزع التوتر، وربما يكون مؤتمر باريس من أجل ليبيا، آخر نموذج لهذه السياسة التى تم بناؤها على مدى سنوات، ومن المفارقات أن تزايد التأثير المصرى لم يقم على التدخل وتغذية الصراعات، وتسخين الفرقاء، لكن العكس فقد قام على التوسط والتقارب وتقديم التعاون والشراكة على الصراع والصدام. 
 
ومن يتابع تحركات الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولقاءاته فى هذه المؤتمرات يكتشف أن التصريحات التى تخرج من قادة هذه الدول، ليست مجرد تصريحات دبلوماسية، لكنها تعبير عن احترام وثقة فى الطرح المصرى، والقدرة على تقديم خطاب مقنع مدعوم بالمعلومات، مع استيعاب لكون أى علاقة ثنائية يفترض أن تكون مفيدة للطرفين، وليس لطرف على حساب الآخر. يضاف إلى ذلك أن مصر أصبحت تمتلك علاقات مع كل دوائر الإقليم أو القارة أو الإطار الاستراتيجى، الدائرة الأفريقية والعربية والإسلامية والمتوسطية، أوروبا والولايات المتحدة الصين واليابان، بل إن مصر تسعى دائمًا لتقريب هذه الدوائر ونقل خطوطها ورسائلها إلى الدوائر الأخرى، لهذا فقد سعت مصر إلى عقد منتديات وفعاليات أفريقيا وروسيا والصين وأوروبا واليابان، وهى دوائر بينها مشتركات، وهذه الفعاليات تساهم فى تقريب وجهات النظر وتوسيع مساحات التفاهم، وتنطلق مصر من تأكيد أن كل دولة لها الحق والحرية فى تحديد سياساتها بناءً على التركيبة السكانية والاقتصادية، فيما يتعلق بالتنمية وترتيب الأولويات، وهو أمر يحسم الكثير من الجدل، ويفتح أبوابًا لنقاش جدى بعيدًا عن التدخلات الفرعية.
وقد أظهر مؤتمر باريس حول ليبيا نتائج هذه السياسة، مع شبه اتفاق بين الأطراف المشاركة فرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة على إخراج المرتزقة من ليبيا، ودعم إجراء الانتخابات ديسمبر المقبل، وهو أمر فى حال حدوثه يمثل انتصارًا للرؤية المصرية، التى ترمى لتخفيض التوترات وتقوية المسارات السياسية، وقبلها جرت تفاهمات واتفاق بين القاهرة وواشنطن فى الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى، وتجسد هذا فى إعلان التوافق حول عدد من القضايا.
 
وحسبما قال صامويل وربيرج، المتحدث الإقليمى لوزارة الخارجية الأمريكية الإعلامى نشأت الديهى «إن البيان المشترك لمؤتمر باريس ليس لليبيا فقط، ولكن لليمن وسوريا، مؤكدًا أن دور مصر فى إدارة هذه المباحثات مهم فى المنطقة لإدارة الحوار وتهدئة المنطقة بالكامل»، وأنه لا يوجد أى اختلاف بين مصر وأمريكا فى حل الملف الليبى، حيث أكد الجميع على ضرروة أن تغادر المرتزقة البلاد وأن هناك دعما مصريا وأمريكيا لإقامة الانتخابات فى موعدها بليبيا، وهى تصريحات تتجاوز الدبلوماسية إلى اعتراف بدور فاعل للقاهرة فى الملفات الإقليمية، وطبيعى أن تواجه خطوات المسار السياسى فى ليبيا بعض العراقيل، من الأنظمة التى تدعم الميليشيات والمرتزقة، وتحمل أهدافا تدخلية، على العكس من رؤية مصر التى تنزع نحو التهدئة، وإبعاد التدخلات، بالطبع فإن إنجاح المسارات السياسية، يقلل التوترات، ويمنع الصراعات التى قد تتسع، وهو دور مهم تلعبه القاهرة، يقوم على بناء الثقة وانتزاع التوترات.
 
p
 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة