أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

رابعة ابتدائي.. ما المشكلة في صعوبة المناهج؟!

الإثنين، 15 نوفمبر 2021 10:42 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يحالفني الحظ للتعرف بصورة أكثر عمقاً على مناهج الصف الرابع الابتدائي، التي تشتكي منها آلاف الأسر المصرية، فلا يمكن أن تجلس في محفل عام أو خاص إلا وتجد "رابعة ابتدائي" حاضرة بقوة في كل النقاشات، لدرجة أن منظومة الشكاوى الحكومية التابعة لمجلس الوزراء، استقبلت الشهر الماضي حوالى 13 ألف و500 شكوى حول صعوبة مناهج الصف الرابع الابتدائي، ولا أعرف ما الذى يمكن اتخاذه تجاه تلك الشكاوى، فلا يمكن للطلاب أو أولياء الأمور تقييم المناهج، فهذا أمر يتولاه المتخصصون والعلماء، ولا يمكن أن نترك تقييمه مشاعاً لكل من هب ودب!!

لا أعرف لماذا يتدخل أولياء الأمور في طبيعة المناهج الدراسية؟ ولا أعرف سبباً لكل هذه الشكاوى، حتى وإن كانت المناهج صعبة فعلاً أو تفوق إمكانيات وقدرات الطالب الضعيف، ربما المتوسط، لكن الهدف منها في النهاية تفتيح مدارك التلميذ في هذه الفترة الدقيقة من العمر، وتدعيم قدرته على التفكير الصحيح وتنشيط مهارات الفهم والتعلم النشط، بدلا من المناهج القديمة، التي كانت تنمى "التنبلة والبلادة"، حتى أصبحنا نرى طلبة في المرحلة الإعدادية لا يجيدون القراءة والكتابة.

ما المانع أن تصبح المناهج صعبة وتحتاج إلى مذاكرة وفهم ومتابعة وجهد مضاعف من الأسرة وأولياء الأمور، ما المانع أن يكون وقت المذاكرة أكبر، خاصة أن الطالب في هذه المرحلة لن يُطلب منه شيء سوى مراجعة وفهم دروسه، فلا يمكن بأي حال أن نترك قضية المناهج لتقييمات أولياء الأمور، ولا يمكن أيضا أن يتم تغيير منهج أو حتى امتحان، نتيجة شكاوى من صعوبته، بالطبع كلنا يتمنى أن تكون كل الامتحانات سهلة، وكلنا يأمل الحصول على الدرجات النهائية، لكن هيهات هيهات، فالأمور لا تأت هكذا، بل يجب التفريق بين من يجتهد ويتعلم ويستذكر دروسه، وبين من تكاسل وأهمل، مع مراعاة الفروق الفردية ومستويات الذكاء والاستيعاب بين طالب وآخر.

أتساءل ما الذي يمكن فعله من جانب وزارة التربية والتعليم لمناهج الصف الرابع الابتدائي؟ الإجابة لا شيء، فالموضوع غير خاضع للأهواء والأمزجة وجروبات " الماميز"، بل يحتاج إلى تدريب جيد على هذه المناهج من قبل المعلمين أولاً حتى يتمكنوا من تبسيطها للتلاميذ، وعلى الأسرة أن تشجع ذلك دون أن تجعل الحصول على دروس خصوصية أول اختياراتها في مواجهة صعوبة وحداثة المناهج، لذلك أتمنى أن نهدأ جميعاً ونتعامل مع الموضوع بطريقة علمية، دون أن تتحكم فينا عقلية القطيع، ونثور ونهلل حينما نجد الجميع يثور ويهلل، خاصة أن الموضوع طبيعي وبسيط ولا يحتمل كل هذه الضجة.

بالفعل المناهج الجديدة كانت تحتاج إلى تدريب أكثر للمعلمين، ونظام يوم دراسى كامل يختلف عما يتم تطبيقه في الوقت الراهن، ومدارس بها بنية تحتية مؤهلة، ليظل فيها الطالب 8 ساعات يومياً، إلا أن قضية الإمكانيات والموارد نعرفها جميعاً، لذلك لا تحلموا وزارة التربية والتعليم ما لا تتحمل، وتعاملوا مع المناهج بصورة تكفل الاستفادة منها، دون أن يغلب علينا الصوت العالي والنحيب في السوشيال ميديا ووسائل الإعلام.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة