كان محمد على باشا (1769- 1849) بانى نهضة مصر الحديثة بالفعل، استطاع فى فترة حكمه من سنة 1805- 1848 أن يهتم بنواحى عديدة منها المصانع، واطلعت مؤخرا على عدد من مجلة "العمارة" تعود لسنة 1941 أى منذ ثمانين عاما بالتمام والكمال، وتتحدث عن العمارة فى زمن محمد على باشا، وبها جانب عن المصانع منها مصنع الطرابيش بفوة.
تقول المجلة:
لم تكن النهضة الصناعية فى عهد محمد على أقل نصيبا من غيرها، بل كان لها أكبر نصيب من رعايته، فقد عنى بإنشاء المصانع الحربية والبحرية، كما عنى بإنشاء مصانع لشتى الصناعات الأخرى كالغزل والنسيج والطرابيش فى مصر وفى شتى نواحى القطر، أحضر لها مهرة الصناع من أوروبا ليشرفوا على تأسيس هذه المصانع ويعلموا المصريين حتى جعل منه قطرا صناعيا استعاض بما ينتجه أبناؤه عن كثير مما كان يستورد من الخارج.
وتقول المجلة "وقد أحصى الأمير عمر طوسون المصانع التى أنشأها جده الكبير، والتى كانت من أكبر أسباب رفاهية البلاد ورغدها.
ومنها:
مصنع الطرابيش بفوة: بتاريخ 1824 صدر الأمر إلى ناظر قسم فوة أحمد أغا بإعلامه بما استقر عليه الرأى من تأسيس معمل الطرابيش فى حديقة الأمير محمود بالجانب الغربى من فوة وأنه أرسل ما يلزم لذلك من نجارين وأخشاب ومكابس وغيرها من الأدوات اللازمة للإنشاء ويأمره بالاهتمام بسرعة إتمام ذلك المصنع.
وقد استحضر أخصائى مغربى من تونس اسمه محمد المغربى للإشراف على إنشاء هذا المصنع وتحرر إليه فى 14 ذى القعدة سنة 1240 هجرية 1824 ميلادية بما نصه:
من المعية إلى ناظر فابريكة الطرابيش بفوة محمد المغربى بإعلامه بأن كتب إلى محافظ دمياط بخصوص إرسال ما يلزم من الخشب السنديان اللازم لمصنع الطرابيش وأنه إذا لم يوجد فيشترى من حيث يوجد.
وهو من المصانع التى أفادت مصر من حيث النظام والاقتصاد وجودة المصنوعات، فقد كان فى الدرجة الأولى من المصانع المصرية.
وقد تعلم المصريون من الرئيس المغربى هذه لصناعة وحذقوها، وكان ينتج فى اليوم 720 طربوشا ما يسن جيد ومتوسط، وبعدما تأخذ الجنود كفايتها يباع الباقى إلى تجار مصر.
الباب الداخلى لمصنع طرابيس فوة
مصنع الطرابيش
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة