مع اقتراب نهاية 2021 يظل إعلان شركة فيس بوك تغيير اسم العلامة التجارية إلى Meta أبرز حدث في قطاع تكنولوجيا المعلومات عالميًا هذا العام، بعدما كشف مؤسس الشركة مارك زوكربيرج أن الأمر ليس مرتبطا فقط بتوحيد العلامة التجارية للتطبيقات الاجتماعية تحت مظلة واحدة، وإنما إجراء تجارب جديدة من خلال الواقع الافتراضي المعززة، ما يسمح الحضور افتراضيًا بالصوت والصورة دون الانتقال جسديًا عن طريقة "الهولوجرام".
"اليوم السابع" التقى ديريا ماتراش نائب رئيس Meta لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا للتعرف على أسباب تغيير العلامة التجارية، واستخدامات التكنولوجيا الجديدة، والتعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة، وإلى نص الحوار..
س- بدايةً.. ما الهدف من تغيير العلامة التجارية إلى Meta؟.. وهل ستؤثر هذه الخطوة على القيمة السوقية للشركة؟
ج- يمثل تغيير العلامة التجارية إلى Meta فصلاً جديداً لشركتنا، حيث تجمع Meta جميع تطبيقاتنا وتقنياتنا تحت علامة تجارية واحدة جديدة للشركة.
واخترنا Meta لأنها تعني "ما وراء"، ما يجسد التزامنا ببناء التكنولوجيات الاجتماعية التي تأخذنا إلى ما هو أبعد مما يتيحه لنا الاتصال الرقمي اليوم، حيث يجسد الاسم حقاً أين تذهب شركتنا والمستقبل الذي نريد المساعدة في بنائه.
كما اخترنا هذا الاسم أيضاً بسبب ارتباطه الواضح بالعالم الافتراضي الكامل metaverse - ما يشير إلى التزامنا بالمساعدة في تحقيق هذه الرؤية على أرض الواقع، وبينما نواصل رحلتنا، لم تتغير مهمتنا، وسيكون تركيز Meta على المساعدة في بناء العالم الافتراضي الكامل metaverse، والسماح للبشر بالتواصل والعثور على المجموعات وتنمية الأعمال التجارية.
س- هل صحيح أن خطوة تغيير العلامة التجارية تهدف إلى تحسين سمعة فيسبوك بعد الاتهامات الأخيرة؟
ج- هذا شيء كنا نعمل عليه لبعض الوقت، وفي الواقع، اتخذنا قراراً بالمضي قدماً في التغيير في مارس. هذا التغيير يخص مستقبل شركتنا، وليس رد فعل على أي أحاديث صحفية حالية.
س- هل يمكن أن تخبرنا أكثر قليلاً عن العالم الافتراضي الكامل؟
العالم الافتراضي الكامل metaverse هو مجموعة من المساحات الرقمية، بما في ذلك التجارب ثلاثية الأبعاد الغامرة، المترابطة ككل حتى تتمكن من التحرك بسهولة بينها. تتيح لك هذه المساحات أن تفعل أشياء لا يمكنك القيام بها في العالم المادي مع الأشخاص الذين لا يمكن أن تتواجد معهم فعلياً، يمكنك التفكير في الأمر على أنه إنترنت تصبح بداخله بدلاً من مجرد النظر إليه.
إنه التطور التالي في التقنيات الاجتماعية وخليفة الإنترنت عبر الهاتف المحمول، عندما بدأ فيسبوك، كنا نقوم في الغالب بكتابة نص على مواقع الويب، ثم حصلنا على الهواتف مع الكاميرات وأصبح الإنترنت أكثر بصرية ومحمولة، مع تزايد سرعة الاتصالات، أصبح الفيديو طريقة أفضل لتبادل التجارب، لقد انتقلنا من سطح المكتب إلى الويب إلى الهاتف المحمول، من النص إلى الصور إلى الفيديو، في الـ10 إلى 15 عاماً القادمة، فإن العالم الافتراضي الكامل metaverse سيكون الخطوة التالية، مما يتيح لنا أن نشعر بأننا نتشارك مساحةً معاً.
لن تمتلك شركة واحدة وتدير العالم الافتراضي الكامل. مثل الإنترنت، فإن الميزة الرئيسية له هو الانفتاح والقدرات البينية المتبادلة.
بالطبع، لا شيء يضاهي الالتقاء معاً، ولكن عندما لا يمكننا أن نكون معاً شخصياً، فإن العالم الافتراضي الكامل metaverse يقربنا أكثر من الشعور بهذا الاتصال شخصياً. لأنه غامر وجذاب، فإنه يجعل من الأسهل أن تشعر حقا وكأنك تعيش تجربة مشتركة حتى عندما لا يمكنكم أن تكونوا معاً، داخل العالم الافتراضي الكامل metaverse، ستتمكن من التسكع وممارسة الألعاب مع الأصدقاء، والعمل، والإبداع، وأكثر من ذلك. بشكل أساسي سوف تصبح قادراً على القيام بأي شيء يمكنك القيام به على شبكة الانترنت اليوم وبعض الأشياء التي لا معنى لها على شبكة الانترنت في الوقت الراهن. سوف تكون قادراً على النقل الآني (teleportation) على الفور كصورة ثلاثية الأبعاد إلى مكتبك بدون أن تستقل وسائل المواصلات، حضور حفل موسيقي مع الأصدقاء، أو الجلوس في غرفة معيشة وَالِدَيك للحاق بالركب.
ستتيح هذه العوالم المزيد من الفرص بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه، وستتمكن من قضاء المزيد من الوقت في إتمام ما يهمك، وتقليل الوقت في حركة المرور وتقليل البصمة الكربونية الخاصة بك.
س- ما هي حلول الشركة لخفض سعر نظارات الواقع الافتراضي؟
ج- هدفنا وضع الواقع الافتراضي في أيدي أكبر عدد ممكن من الناس، والسعر هو عنصر مهم لإتاحة الواقع الافتراضي في متناول المزيد من الناس. نحن فخورون بإضافتنا للمزيد من الميزات والتكنولوجيا، ولكننا خفضنا السعر من Quest الأصلية إلى Quest 2، ونعتقد أن Quest 2 تقدم تجربة واقع افتراضي متميزة بسعر أكثر قبولاً، والتي نأمل أن تشجع المزيد من الناس على تجربتها.
س- كيف سيحافظ العالم الافتراضي الكامل على خصوصية المستخدمين وأمنهم؟
ج- Meta لن تبني أو تملك أو تدير العالم الافتراضي الكامل metaverse من تلقاء نفسها، وكتطور قادم في التقنيات الاجتماعية، نعتقد أنه سيكون من المهم لجميع المعنيين التعاون والتفكير فيما نبنيه وأيضا في كيفية البناء.
نتعاون مع الشركاء لبناء العالم الافتراضي الكامل بمسؤولية. تطور Meta التكنولوجيا المتجذرة في الاتصال البشري الذي يجمع الناس معا. بينما نركز على المساعدة في بناء منصة الحوسبة القادمة، فإن عملنا عبر الواقع المعزز والافتراضي والأجهزة الاستهلاكية سيعمق هذا الاتصال البشري بغض النظر عن المسافة المادية ودون الارتباط بالأجهزة.
سنعمل مع خبراء في الحكومة والصناعة والأوساط الأكاديمية للتفكير في التحديات والفرص المتاحة في العالم الافتراضي الكامل. على سبيل المثال، يعتمد نجاحه على بناء قابلية تشغيلية قوية عبر الخدمات، حتى تتمكن تجارب الشركات المختلفة من العمل معًا. كما نحتاج إلى إشراك مجتمعات حقوق الإنسان والحقوق المدنية منذ البداية لضمان بناء هذه التقنيات بطريقة شاملة وتمكينية.
س- ما هي أبرز مجالات استخدام تقنية Meta الفترة المقبلة؟
ج- يمكن استخدام تقنية Meta في بعض المجالات الرئيسية التي سنعمل فيها مع الآخرين لتوقع المخاطر وإتمام العمل بشكل صحيح:
● الفرص الاقتصادية: كيف يمكننا إعطاء الناس المزيد من الخيارات وتشجيع المنافسة والحفاظ على اقتصاد رقمي مزدهر.
● الخصوصية: كيف يمكننا تقليل كمية البيانات المستخدمة، وبناء التكنولوجيا لتمكين استخدامات البيانات التي تتمتع بحماية الخصوصية ومنح الأشخاص الشفافية والتحكم في بياناتهم.
● السلامة والنزاهة: كيف يمكننا الحفاظ على سلامة الأشخاص عبر الإنترنت ومنحهم أدوات لاتخاذ إجراءات أو الحصول على المساعدة إذا رأوا شيئاً لا يرتاحون إليه.
● المساواة والشمول: كيف يمكننا التأكد من تصميم هذه التقنيات بشكل شامل وبطريقة يمكن الوصول إليها.
هناك طريق طويل أمامنا ولكن كنقطة انطلاق، أعلنا عن صندوق XR للبرامج والبحوث، وهو استثمار لمدة عامين بقيمة 50 مليون دولار في البرامج والأبحاث الخارجية لمساعدتنا في هذا الجهد. ومن خلال هذا الصندوق، سنتعاون مع شركاء الصناعة وجماعات الحقوق المدنية والحكومات والمنظمات غير الربحية والمؤسسات الأكاديمية لتحديد كيفية بناء هذه التقنيات بمسؤولية.
س- هناك العديد من المخاوف من أن العالم الافتراضي سيؤثر سلباَ على الحياة الحقيقية وأن الناس سوف يهملون تطوير مدنهم. ما هو ردكم على هذا؟
ج- العالم الافتراضي الكامل metaverse هو التطور المقبل في التكنولوجيات الاجتماعية وخليفة الإنترنت المحمول، وبالتالي فهو ليس شيئاً يهدف إلى استبدال الحياة المادية – الأمر لا يتمحور حول قضاء المزيد من الوقت أمام الشاشات، بل يهدف إلى جعل الوقت الذي نقضيه بالفعل أفضل.
مثل الإنترنت، فإن الميزة الرئيسية للعالم الافتراضي الكامل ستكون انفتاحه وإمكانياته التشغيلية والبينية. ونحن نعتقد اعتقاداً راسخاً أن جميع المشاركين في بناء العالم الافتراضي الكامل ينبغي أن يعترفوا بأن هناك أسئلة حقيقية حول الصحة العقلية والرفاه التي تحتاج إلى الاستجابة إليها، وهذا هو السبب في أننا نعمل بشكل وثيق مع خبراء الصحة وندرس الاستخدام المسئول للواقع الافتراضي والمعزز بما يضمن صحة ورفاه المستخدم.
مرة أخرى، لا ينبغي لهذه التكنولوجيا استبدال أو إزاحة أي شيء، يجب أن تضيف إلى حياتك بطرق ذات مغزى. بالطبع، من الأفضل دائما أن نكون معاً بشكل شخصي، ولكن من الصحيح أيضاً أن هناك أوقاتاً يكون فيها ذلك غير ممكن - لأنه صعب جدا أو مكلف للغاية أو ببساطة غير عملي، وقد رأينا ذلك مع وباء فيروس كورونا المستجد. هذا هو الوقت الذي نحتاج فيه إلى التكنولوجيا لمساعدتنا حقاً على التغلب على تلك الحواجز والشعور بالحضور حتى عندما نكون منفصلين جسدياً.
س- كيف يمكن لمصر الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة لفيسبوك؟
نحن فقط في بداية هذه الرحلة ولا يزال هناك الكثير الذي يجب أن يحدث قبل أن تصبح هذه الرؤية للعالم الافتراضي الكامل metaverse حقيقة واقعة. وعلى غرار الإنترنت نفسه، سيتيح العالم الافتراضي الكامل الفرص الاقتصادية للأفراد والمجموعات في كل مكان.
في حين أن الإنترنت عبر الهاتف المحمول قد سمح بالفعل للناس بالعمل والتعلم والاختلاط بطرق أقل محدودية بسبب موقعهم المادي. سيساعد العالم الافتراضي الكامل metaverse على توسيع نطاق هذه الفرص أكثر من ذلك.
دعنا نضع هذا في سياقه مع مثال. سيتمكن الناس من اختيار الدراسة والتدريب في الأماكن التي شعروا أنها غير متاحة بسبب مكان تواجدهم أو التكلفة التي لا يمكنهم تحملها، تخيل أنك طالب طب، يمكنك تعلم تقنيات جراحية جديدة والتدريب عليها حتى تتمها بالشكل الصحيح - ببساطة عن طريق وضع النظارات أو معدات الرأس والانضمام إلى جلسة دراسة افتراضية مع الخبراء والرواد العالميين في هذا المجال.
س- بالنسبة للشراكة مع مصر، هل هناك أي خطط لإنشاء مراكز بيانات في مصر؟ أو أي تحالفات للكابلات تحت سطح البحر؟
نعمل مع الشركاء والمجموعات المحلية في جميع أنحاء المنطقة لجمع الناس معاً بطريقة أكثر جدوى.
في بناء العالم الافتراضي الكامل metaverse، توافر الإنترنت عالي الجودة والقدرة على تحمل تكاليفه سيكون حاسماً. لقد ساعدنا بالفعل من خلال جهود الاتصال لدينا على تسريع وصول أكثر من 300 مليون شخص إلى إنترنت أسرع. ومن خلال الاستثمارات المستقبلية، نأمل في تمكين الاتصال عالي الجودة بأسعار معقولة للمليار شخص القادمين.
تشكل الكابلات تحت سطح البحر العمود الفقري للإنترنت، حيث تحمل 99% من حركة البيانات في العالم. جنباً إلى جنب مع الشركاء الرئيسيين، نبني الكابلات التي تم تصميمها مع هندسة متاحة ومرنة مما ييسر رفع مستوى معدات الكابلات لتلبية احتياجات القدرات في المستقبل. 2Africa هي مثال ممتاز لنموذج شراكتنا الإبداعية حيث يستفيد الجميع عبر تطوير بنية تحتية موسعة وخبرات تكنولوجية مشتركة تقود الصناعة في الطرق، القدرة، والمرونة.
سوف تعزز 2Africa بشكل كبير من الاتصال داخل أفريقيا وتربط أفريقيا بشكل أفضل ببقية العالم، حيث ستربط في نهاية المطاف 33 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، بما في ذلك مصر.
ومن المتوقع أن يتم إطلاق 2Africa في عام 2023، وستوفر الاتصال لـ 1.8 مليار شخص إضافي، أي ما مجموعه 3 مليارات شخص، أو حوالي 36 في المائة من سكان العالم.
س- كم يكسب فيسبوك من عائدات الأسهم من السوق المصري؟ كم عدد مستخدمي فيسبوك في مصر؟
ج- نحن لا نشارك مساهمة كل دولة في إيراداتنا وأرقام المستخدمين، على الصعيد العالمي، تمكن منتجاتنا أكثر من 3 مليارات شخص في جميع أنحاء العالم من تبادل الأفكار وتقديم الدعم وإحداث فرق.
كما هو معلن في تقرير أرباح الربع الثالث من عام 2021، تبلغ إيراداتنا الإعلانية للأشهر الثلاثة المنتهية في 30 سبتمبر 2021 ما قيمته 28,276 مليون دولار أمريكي.
ديريا ماتراش
