للمرة الثانية فى عام واحد استطاعت مصر أن تجذب أنظار العالم إلى حضارتها القديمة، ففى شهر أبريل 2021 وقف العالم أجمع أمام موكب ملكي مهيب ضم 22 مومياء من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضهم الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، وغدًا 25 نوفمبر، سيقف العالم تقديرًا واحترامًا لتاريخ مصر العريق عبر احتفالية ترويجية وحضارية لمدينة الأقصر لانتهاء مشروع الكشف عن طريق الكباش.
طريق الكباش أو طريق المواكب الكبرى، وهو من أهم الطرق والعناصر الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة "الأقصر حاليًّا"، الذى يربط معابد الكرنك شمالًا بمعبد الأقصر جنوبًا، ليصل إجمالي أطوال الطريق إلى 2700 متر " كيلومترين و700 متر"، بعدد ما يقرب من 1200 تمثال، وهو من المشروعات التي توليها الدولة اهتمامًا كبيرًا جدًّا في الكشف عنها، حيث أخذت الدولة المصرية على عاتقها الاهتمام بالمشاريع الأثرية في جميع محافظات الجمهورية، لتصبح مصر منطقة جذب سياحي، فقد شهدنا منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى حكم البلاد، اهتمامًا غير مسبق بالمشاريع الأثرية، فلا تتوانى الدولة للحظة واحد في إطار رؤية ورسالة الدولة للنهوض بقطاعي السياحة والآثار، وتعزيز ريادة مصر كوجهة سياحية كبرى حديثة ومستدامة، من خلال ما تملكه من موارد ومقومات سياحية وطبيعية وبشرية وأثرية غنية ومتنوِّعة، والمحافظة على الإرث الحضاري المصري الفريد للأجيال القادمة.
ما يشهده العالم خلال احتفالية طريق الكباش حدث عالمي يظل حديث جميع وسائل الإعلام الغربية والعربية، كما حدث في موكب المومياوات الملكية الذي أصبح حديث العالم إلى وقتنا الحالي، ويأتي ذلك من التخطيط الجيد والرؤية المستقبلية التي تضعها الدولة المصرية لتعود بعد ذلك بالنفع على الدولة، ما يحسن ويرفع مستوى المعيشة داخل البلاد.
ما تصنعه الدولة المصرية في الوقت الحالي أمر كان من المستحيل تحقيقه في قرون، ولكن المعجزة تتحقَّق في سبع سنوات، لتنقل مصر نقلة حضارية أفضل في مختلف المجالات، وتصبح لسان حال العالم أجمع، لتعيد علينا أمجاد الماضي وتاريخها العظيم، وهو ما جعل الشاعر الكبير حافظ إبراهيم يقول: "وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي.. وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَهرِ كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي"، فما يحدث هو أن مصر تتحدث عن نفسها.. حفظ الله الوطن.. تحيا مصر..