طريق احتفالات الملوك المعروف باسم طريق "الكباش" يرجع إنشاؤه إلى قبل خمسة آلاف عام، ويبلغ طول طريق الكباش 2700 متر من معبد الأقصر لمعبد الكرنك، وطريق الكباش يبلغ عرضه 13.10م، وكان الكبش رمزاً للإله "آمون"، وقد صور الملك واقفاً تحت رأسه وبين قوائمه الأمامية رمزاً لحماية الإله له، وقد نقش على القاعدة اسم الملك وألقابه، وطريق الكباش الحالى ينتهى عند البيلون الأول، وهو أضخم بيلون فى مصر كلها، وقد أسهم فى بنائه عدد كبير من المصريين القدماء.
لكل إله أعياد:
قال الخبير الأثرى د.أحمد عامر والمتخصص فى علم المصريات فى حديثه لـ "اليوم السابع" إنه كان لكل إله أعياد كثيرة، يجتمع فيها المصريون للاحتفال به، أهم تلك الأعياد عيد انتقال ثالوث طيبة المقدس، الذى نراه بالتفصيل على جدران معبد الأقصر، فقد جرت العادة على أن ينتقل الإله "آمون" وزوجته الإلهة "موت" وابنهما الإله "خونسو" من مقر عبادتهم الأصلى بمعبد الكرنك كل عام، وذلك فى الشهر الثانى من فصل الفيضان، لكى يقضوا فترة من الزمن للراحه بمعبد الأقصر، وكان يصحب هذا العديد من المظاهر الفخمة والحفلات العظيمة.
وتابع "عامر" الاحتفال كان يبدأ بنقل تماثيل الآلهة الثلاثة داخل نواويسها المذهبة، من مقاصيرها بمعابد الكرنك، موضوعة فى السفن المقدسة، التى يحملها الكهنة على الأعناق من داخل المعبد حتى مرسى السفن، الواقع عند معبد "آمون" بالكرنك، ومن هنا يبدأ الموكب.
كيف كانت الاحتفالات:
وتابع تُسحب السفن بالحبال من على شاطئ النيل، تتبعها سفينة الملك، وسفن أخرى محملة بكل أنواع الهدايا، والقرابين، ومباخر فاخرة، وآنيه بديعة، وصناديق، وأدوات للزينة وعطور وبخور يحملها خدم عديدون، وبمحاذاة هذه السفن، يحتشد جمع كبير من الشعب على شاطئ النيل متتبعاً الموكب، يتقدمه نافخ البوق.
وأشار "عامر" إلى أن الموكب كان يتتبعه كهنة من طبقات مختلفة، وحاملات الشخاشيخ الدينية يُحركونها يميناً ويساراً، فيرن صداها كموسيقى عذبة، ثم جموع أخرى من الكهنة، يرتلون الأناشيد ويبتهلون بالدعاء، وحشد عظيم من الجنود بأسلحتهم، ومن الموسيقين بأنواعهم المختلفة، وراقصات يوقعن رقصهن بأسلوب خاص على نغمات الموسيقى، وقد ارتدين ملابس رقيقة تظهر مفاتن أجسامهن، وحملة المراوح، وعلى الشاطئين يخر الناس سُجداً وخشوعاً، واحتراماً للآلهة كلما مر بهم الموكب فى سفنه المقدسة تتهادى على مياه النيل، فإذا وصل الأقصر، نحرت الذبائح، وقدمت القرابين، وتسابق الناس أفواجاً للمشاركة فى هذا العيد العظيم، فإذا رست السفن على رصيف معبد الأقصر، حمل الكهنة حملهم المقدس على الأعناق مرة أخرى، ودخلوا المعبد بين التهليل والتكبير، حيث تودع تماثيل الآلهة الثلاثة في أماكنها المقدسة، ثم تستمر الاحتفالات بمعبد الأقصر، بجانب طريق الكباش، وطول مدة إقامة الآلهة به، فإذا أرادوا العودة إلى مقر عبادتهم بالكرنك، تكرر الإحتفال بموكبهم المقدس.
لماذا وضعت الكباش فى طريق الاحتفالات المقدسة:
طريق الكباش
ممر طريق الكباش
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة