يهدد فيروس كورونا أوروبا من جديد مع انخفاض درجات الحرارة وبداية فصل الشتاء، حيث سجلت اصابات كورونا فى الدول الأوروبية القارة العجوز ارتفاع ملحوظ فى عدد الاصابات والوفيات منذ بداية نوفمبر الجارى، وأصبحت الاحتفالات بعيد الميلاد مهددة بالإلغاء من جديد ، إلا أن لقاحات كورونا تعتبر الحل الوحيد لإنقاذها ، كما أن الدول الأوروبية بدأت تتجه لإجراءات تقييدية من أجل الحد من انتشار الفيروس .
وقالت وكالة الاتحاد الأوروبى الأربعاء ، بعد 24 ساعة من تحذير من منظمة الصحة العالمية بشأن المخاطر، إن أوروبا بحاجة "بشكل عاجل" إلى إجراءات للتعامل مع تفشي الوباء ،مشيرة إلى أن العبء الصحي سيكون "ثقيلًا للغاية" بين يناير ومارس 2022، مما يهدد بكارثة حقيقية.
ومع تسجيل أكثر من 2.5 مليون حالة وحوالي 30 ألف حالة وفاة خلال أسبوع ، تعد القارة العجوز إلى حد بعيد المنطقة الأكثر تضررًا من الوباء، وفقًا للبيانات الرسمية، فيستمر الاتجاه في الارتفاع ، خاصة في البلدان التي يكون فيها معدل التطعيم أقل.
وأوصى المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) ، وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأوروبي المسؤولة عن الأوبئة، بتسريع التطعيم وتعميم جرعة معززة لجميع المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، مع إعطاء الأولوية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا.
كما حثت الوكالة الأوروبية على زيادة المستوى العام للتطعيم في الاتحاد الأوروبي، وخاصة في الدول الأكثر تخلفًا، وحذر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والوقاية منها من أن أوروبا تواجه خطر الاضطرار إلى تحمل عبء صحي "ثقيل للغاية" في الشتاء "إذا لم يتم تنفيذ إجراءات الصحة العامة بشكل عاجل".
وقالت منظمة الصحة العالمية في أوروبا ، إنها تخشى حدوث 700 ألف حالة وفاة إضافية قبل الربيع الشمالي في منطقتها بأكملها ، التي تضم 50 دولة في أوروبا وآسيا الوسطى. سجلت هذه المنطقة بأكملها بالفعل 1.5 مليون حالة وفاة.
قال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن متغير دلتا شديد العدوى لفيروس كورونا قلل من فعالية اللقاحات ضد انتقال المرض بنسبة 40٪، وأوضح أن "اللقاحات تنقذ الأرواح لكنها لا تمنع بشكل كامل انتقال فيروس كورونا"، وقال خلال مؤتمر صحفى "هناك بيانات تشير إلى أنه قبل وصول متغير دلتا ، قللت اللقاحات من انتقال العدوى بنسبة 60٪ ، لكن مع ظهور هذا البديل ، انخفضت إلى 40٪".
اختلاف التطعيم
في الاتحاد الأوروبي ، تلقى 67.7٪ من السكان جرعتين من اللقاح ، لكن الاختلافات بين الدول هائلة، وقالت أندريا أمون ، مديرة المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها "يجب أن نركز بشكل عاجل على تعويض هذا التأخير في المناعة ، واقتراح جرعات معززة لجميع البالغين ، وإعادة تقديم تدابير غير دوائية".
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الجرعات المعززة للقاح المضاد للفيروس يجب أن تكون "متاحة" للبالغين في الاتحاد الأوروبى، مع إعطاء الأولوية لمن هم فوق 40 عامًا.
وبدأت الدول الأوروبية، بزيادة القيود ضد تقدم الوباء، وتستعد فرنسا للإعلان عن إجراءات جديدة من بينها "تسريع التطعيم" و"تعزيز جواز السفر الصحي" والمسافة الاجتماعية واستخدام الكمامة.
في إيطاليا، قررت الحكومة أنه اعتبارًا من 6 ديسمبر، لن يتمكن الأشخاص غير المطعمين من الوصول إلى المطاعم أو الحانات أو دور السينما أو المسارح أو النوادي الليلية أو الصالات الرياضية.
بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن جميع الإيطاليين الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا من تلقي الجرعة الثالثة ، بمجرد انقضاء خمسة أشهر على الأقل منذ الثانية.
كما تم فرض قيود جديدة في سلوفاكيا ، مع إغلاق المطاعم والمتاجر غير الضرورية اعتبارًا من اليوم الخميس.
وسجلت النمسا وخاصة هولندا ، مظاهرات عنيفة ضد إعادة الإجراءات الصحية لوقف هذه الموجة الجديدة من الفيروس.
وأعلنت السلطات الصحية الألمانية، فرض قيود صارمة على غير الملقحين ضد فيروس كورونا فى كامل البلاد، بعد أن كانت مقتصرة على المناطق المتضررة، فى خطوة تسعى إلى الحد بصورة جذرية من حياتهم الاجتماعية "لوقف الارتفاع الهائل" فى الإصابات الجديدة ورفع الضغط عن المستشفيات، حيث تشهد ألمانيا موجة رابعة شديدة الشراسة وصفتها أنجيلا ميركل "بالدراماتيكية للغاية".
وفرض المسؤولون الألمان قيودًا صارمة على غير الملقحين، ومهدوا الطريق للتطعيم الإجبارى للعاملين فى مجال الرعاية الصحية من أجل وقف انتشار جائحة كورونا فى البلاد.
وأوضحت المستشارة المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل بعد اجتماع أزمة مع رؤساء الحكومات الإقليميين: "نحتاج سريعا إلى وقف الارتفاع الهائل" فى الإصابات الجديدة وخفض نسبة إشغال أسرّة العناية المركزة.
أما إسبانيا ، فتخطط لتطعيم جميع البالغين بالجرعة الثالثة من لقاح كورونا، كما أنها فرضت الشهادة الصحية الخضراء "الجرين باس" لدخول الاماكن الترفيهية ، وقالت مفوضة الصحة الإسبانية ستيلا كيرياكيدس "نحن نواجه فيروسا مختلفا جدا عن ذلك الذى وصل فى بداية الوباء، وحان الوقت للاستعداد لفصل الشتاء، وسيكون شتاء قاسيا، والغالبية العظمى من أولئك الذين يدخلون المستشفى هم غير ملقحين".