تصور رواية الكاتبة اللبنانية ليلى بعلبكى الأولى " أنا أحيا"، حالة الاغتراب المرة التي يحياها الإنسان داخل وطنه وبين أهله، في الوقت الذى يجهل فيه ذاته.
تقول لينة بطلة الرواية التى اختيرت ضمن أفضل 100 رواية عربية: "هكذا أنا، عالم مستقل لا يمكن أن يتأثر مجرى الحياة فيه بأي حدث خارجي لا ينطلق من ذاتي، من مشكلة الإنسان في ذاتي، وصحيح أنني أسكن مع أمي وأبي وأختي، السمراء والشقراء، وأخي الدلوع بسام، لكنني لا أحسهم إنهم تماماً خارج السور في عالمي، إنهم حتى خارج قنوات المياه الطافحة، فبدأت تبحث عن عمل يعيد إليها توازنها بعيداً عن أسرتها التي تصفهم بأثرياء الحرب واشتعلت الأرض بنيران الحرب العالمية الثانية، فإذا الحياة تتبدل وتنطلق بسرعة جنونية، وإذا نحن أثرياء: نحن أغنياء حرب".
وقد أصدرت ليلى بعلبكى روايتها الأولى سنة 1958 وكانت في الرابعة والعشرين فوجدت القبول والرفض فحوكمت الرواية بسبب جرأتها على مستوى الألفاظ والمضمون فهناك من قال أن الرواية هي مجرد خواطر فتاة صغيرة وتفاصيل حياة عاشتها الكاتبة، ولكن هذه الرواية حصلت على نجاح كبير في الأوساط النقدية والأدبية، وكذلك أصبحت هذه الرواية في تلك الفترة أشبه بالظاهرة بمجرد ذكر (أنا أحيا) تأتي صورة لينا فياض التي هي بطلة الرواية على أذهان النقاد والأدباء والقراء.
ميخائيل نعيمة اعتبرها كتابة روائية جديدة، بعد أن أطلق عليها كلمة (أسلوب)، أما جبرا إبراهيم جبرا حينما قرأ الرواية فرأى فيها غنائية لفظية رائعة تقربها من غنائية الشعر، وقد اختيرت رواية (أنا أحيا) كأولى الروايات النسائية الحديثة بوصفها شكلت علامة بارزة في مسار تطور الكتابة الروائية العربية فهي الرواية الأولى التي تعلن تمردها أولاً على الإرث الروائي اللبناني جاعلة مدينة بيروت إطاراً مكانياً والعصر الحديث إطاراً زمنياً. وكذلك أعلنت تمردها على الفن الروائي الكلاسيكي والتقليدي وعلى مفهوم الشخصية الإيجابية وقد أعطت (الأنا) الرواية فرصة لتتداعى بحرية وتوتر وتصبح المحور الرئيسي التي تدور حوله الأحداث.
وليلي بعلبكي كاتبة وأديبة لبنانية ولدت في لبنان سنة 1934 درست في جامعة القديس يوسف وعملت في سكرتارية المجلس النيابي اللبناني بين 1957 و1960، ثم التحقت بالعمل في الصحافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة