تمر اليوم الذكرى الـ228 على قرار حكومة الثورة الفرنسية بفتح أبواب قصر اللوفر كمتحف للعموم، وهو واحد من أهم المتاحف الفنية في العالم، ويقع على الضفة الشماليَّة لنهر السين في باريس عاصمة فرنسا، يعد متحف اللوفر أكبر صالة عرض للفن عالميًا وبه العديد من مختلف الحضارات الإنسانية.
وقبل أن يصبح اللوفر متحفا كان قلعة بناها فيليب أوجوست عام 1190، وذلك تحاشياً للمفاجآت المقلقة هجوما على المدينة أثناء فترات غيابه الطويلة فى الحملات الصليبية.
نبدأ رحلتنا من أواخر القرن الثاني عشر، وتحديدًا عام 1190، عندما أمر ملك فرنسا، فيليب الثاني أغسطس، بتشييد قلعة محصنة لحماية باريس، أثناء مشاركته في الحملات الصليبية.
كان المبنى الذي صممه مهندسو الملك مربع الشكل، ومحاطًا بخندق، ومعززًا بأبراج دفاعية في زواياه ومنتصف جوانبه. كذلك، وُجِد في منتصفه أحد الأبراج بخندق خاص، وضم المبنى سجنًا للشخصيات المهمة، وقد سُجِن فيه لمدة 13 عامًا، فرديناند كونت فلاندرز، وذلك بعد هزيمته في معركة بوفين عام 1214.
لم يكن اللوفر مقرًّا للإقامة الملكية، في عهد الملك فيليب الثاني أغسطس، بل كان قلعة عسكرية فحسب. لكن مع تحول المنطقة المحيطة بالقلعة إلى منطقة حضرية، لم يعد للقلعة أهمية دفاعية كسابق عهدها، فبدأ الملوك في الانتقال للإقامة فيها شيئًا فشيئًا.
خلال فترة حكمه ما بين 1364 و1380، أيَّد الملك الفرنسي شارل الخامس تحويل اللوفر إلى مقر إقامة ملكي، وكلَّف المهندس المعماري، ريمون دو تمبل، بتحويل القلعة إلى سكن حديث. وفي عهده، رُفعت الأجزاء العلوية من اللوفر، وحل محلها أسقف عالية الزخرفة، كما فتحت النوافذ في الجدران.
بعد انتهاء حرب المائة عام التي استمرت ما بين 1337 إلى 1453، لم تكن الإقامة في العاصمة باريس أمرًا شائعًا، فقد اعتاد الملوك الإقامة في وادي لورا بشكل رئيسي، لكنهم كانوا يذهبون إلى باريس بضع مرات فقط في السنة.
ولكن بعد هزيمة فرنسا في معركة بافيا أمام القوات الألمانية والإسبانية في عام 1525، أراد الملك فرنسوا الأول إحكام قبضته على العاصمة باريس، فأعلن رسميًّا في عام 1528، اللوفر مقر الإقامة الرسمية للملك، كما قرر إعادة بنائه، وهدمه في عام 1546، ليبني مكانه مقرًّا للإقامة، وهو ما حدث بالفعل في عهد الملك هنري الثاني (1547- 1559).
وتحولت القلعة إلى قصر ملكى عُرف باسم "قصر اللوفر" قطنه ملوك فرنسا وكان آخر من اتخذه مقراً رسمياً لويس الرابع عشر الذى غادره إلى قصر فرساي العام 1672 ليكون مقر الحكم الجديد تاركا اللوفر، وبعدما تركه لويس الرابع، أصبح قصر "اللوفر" مكانا يحوى مجموعة من التحف الملكية والمنحوتات عام 1692.
ومن ثم تم تحويل قصر اللوفر إلى متحف عن قيام الجمعية الوطنية أيام الثورة الفرنسية بطلب أن يكون متحفاً قوميا لتعرض فيه روائع الحضارات.
كان للقائد الفرنسي نابليون بونابرت مساهمات فى تطوير متحف اللوفر، حيث عرف عنه إنه قام بإجراء تعديلات معمارية للقصر، فتمت صيانة أعمدته، ونحت واجهته المطلة على النهر، واستمر العمل في تعديل قاعاته، ودُرس مشروع ربط قصر اللوفر بقصر التويلري ليكونا قصرا واحدا إلا أن خسارة معركة ووترلو منعت استكمال المشروع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة