كغيره من أبناء جيله، استطاع أن يترك بصوته بصمة على آذان كل المصريين بل والعرب، رغم وفاته منذ 50 عامًا، فتسجيلاته مازالت تٌطرب الآذان، لتؤكد أنه وبحق "كروان الإذاعة"، و"شيخ المنشدين"، و"ملك التواشيح الدينية".
50 عامًا مضت على رحيل الشيخ طه الفشنى، أحد أبرز عمالقة تلاوة القرآن الكريم، والابتهالات والتواشيح الدينية، الذى كانت الصدفة حليفة لالتحاقه بالإذاعة، أو أن الصدفة كانت حليفة للإذاعة بانضمام صوت كصوت الشيخ طه الفشنى إليها، لتمتعه بإحساس وصوت عذب يجذب إليه المستمع مع أول كلمة ينطق بها.
ولد طه حسن مرسى الفشني، عام 1900م، فى مدينة الفشن بمحافظة بنى سويف، والتى كانت تتبع محافظة المنيا فى ذلك الوقت، ألحقته أسرته فى سن مبكرة بٌكتاب القرية فحفظ القرآن الكريم كاملاً، قبل أن يلتحق بمدرسة المعلمين ويحصل بها على دبلوم المعلمين.
قرر الفشنى بعد تخرجه فى مدرسة المعلمين، السفر إلى محافظة القاهرة، للالتحاق بمدرسة العلوم العليا، غير أحداث ثورة 1919 حالت دون ذلك، فالتحق بالأزهر الشريف، وهناك أصبح عضوا فى بطانة الشيخ على محمود، لينطلق بعد ذلك فى عالم الشهرة من باب أداء التواشيح الدينية.
وعن رحلة الشيخ طه الفشنى فى دولة التلاوة والابتهالات الدينية، يروى المستشار زين ابن الشيخ الراحل طه الفنشى، أن والده حينما كان بمدرسة المعلمين بالمنيا كان يختاره ناظر المدرسة ليفتتح طابور الصباح يوميا بتلاوة من القرآن الكريم، ثم بدأت شهرته تذيع فى الصعيد، قبل أن يستقر فى القاهرة لدراسة علم القراءات والتجويد والأحكام ويحصل على شهادة القراءات العشر".
فى القاهرة استقر الشيخ طه الفشنى، فى حارة الروم بحى الحسين، وذاعت شهرته من خلال الحفلات التى كان يحيها مع الشيخ على محمود، فعرضت عليه شركة صوتيات يونانية تسجيل أغنيتين بصوته على أسطوانات من إنتاج الشركة ووافق بالفعل ولكن بعدها انقطع عن الغناء واكتفى بتلاوة القرآن الكريم والابتهالات والتعطيرات والتواشيح الدينية.
ويؤكد نجل الشيخ طه الفشنى، أن عام 1937 كان البداية الحقيقية لشهرة والده، حينما سمعه فى إحدى الحفلات بالقاهرة، سعيد لطفى باشا رئيس الإذاعة فى ذلك الوقت، وطلب منه الحضور للإذاعة صباح اليوم التالى ليدخل اختبارات الإذاعة وبالفعل نجح كقارئ من الطبقة الأولى الممتازة وأصبح تٌذاع له تلاوتين أسبوعيا من الساعة 9:15 مساء إلى الساعة 10 مساء، غير أنه لم ينس حبه للابتهالات التى كان يؤديها مع الشيخ على محمود، فبدأ ينتقى كلمات للابتهالات والتواشيح الدينية، ومنها ما كان يلحنه الشيخ زكريا أحمد ومرسى الحريرى ومحمد عبد الوهاب"، ومن أشهر التواشيح التى أداها الفشنى "يا أيها المختار ، ميلاد طه ، وحب الحسن، وإلهى، وسبحان من تعنو الوجوه لوجهه".
ويروى زين الفشنى، أن والده الشيخ طه الفشنى، كان على علاقة صداقة قوية وزمالة بكل من كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب والشيخ زكريا أحمد، لافتا إلى أنه شارك معهم فى إحياء حفل زفاف الملك فاروق بقصيدتين لحنها له الموسيقار محمد عبد الوهاب، كما كان على علاقة بالملك فاروق والرئيس جمال عبد الناصر والرئيس محمد أنور السادات.
فى عام 1948 مرض الشيخ طه الفشنى بمرض فى صوته، أعاقه عن تلاوة القرآن الكريم والاتبهالات، ويتذكر زين الفشنى هذه الفترة قائلاً:"حدث للشيخ انحباس للصوت وفشلت محاولات العلاج وشاهد رؤية زيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقرر السفر لأداء فريضه الحج وأبلغ أهل بيته أن صوته سيعود بشرب ماء زمزم وسافر للحج وفى يوم عرفة فوجئ أهله المرافقين له والحجاج من حوله بانطلاق صوته بأذان الظهر وعاد صوت الشيخ طه الفشنى أقوى مما كان".
اٌختير الشيخ طه الفشنى رئيساً لرابطة القراء خلفاً للشيخ عبد الفتاح الشعشاعى سنة 1962م، وفى عام 1969 أصيب بجلطة ألزمته الفراش، وانقطع عن الحفلات الكبرى واقتصر على بعض الليالى، ثم ظل يتلقى العلاج حتى توفى فى صباح مثل هذا اليوم 10 ديسمبر 1971، وشيعت جثمانه من مسجد الحسين.
الشيخ طه الفشنى فى إحدى المناسبات بحضور الرئيس السادات
الشيخ طه الفشنى فى إحدى المناسبات
الشيخ طه الفشنى والشيخ عبدالفتاح الشعشاعى مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
الشيخ طه الفشنى يتلو القرآن الكريم بحضور الملك فاروق
الشيخ طه الفشني في حفل أقامه موظفي وعمال مصنع السكر بأبو قرقاص
دعوة للشيخ طه الفشنى من الملك فاروق لحضور حفل إفطار
صحيفة تركية تتحدث عن زيارة الشيخ طه الفشني لتركيا عام 1965
صورة للشيخ طه الفشنى
طبق من الفضة أهداه الرئيس عبد الناصر للشيخ طه الفشنى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة