أكرم القصاص - علا الشافعي

سيدات الريف فى الدقهلية يضئن الحياة بالسعى على لقمة العيش الحلال.. "أنوار" ستينية تعمل بابتسامة رضا وراحة بال.. تصنع العيش الفلاحى لتعيد للأذهان ذكريات الأصالة والزمن الجميل.. وتؤكد: فرنى عمره أكثر عن 50 عامًا

الجمعة، 10 ديسمبر 2021 08:00 ص
سيدات الريف فى الدقهلية يضئن الحياة بالسعى على لقمة العيش الحلال.. "أنوار" ستينية تعمل بابتسامة رضا وراحة بال.. تصنع العيش الفلاحى لتعيد للأذهان ذكريات الأصالة والزمن الجميل.. وتؤكد: فرنى عمره أكثر عن 50 عامًا "أنوار" ستينية تعمل بابتسامة رضا
الدقهلية - مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وكأنها حكاية ساحرة تهيم لها الروح وتحيا، لبست ثوب العزة والرضا، تروى سطورها بفخر في أحضان الطبيعة، تشدو حروفها حرية بأرواح تهمس من النسيم الشادي، تفيض بالعطاء والكرم، تسقي ربوعها بالنور والدفئ، لم تغفوا جفونها، لم تغب شمسها، كطيف.. كطير.. كزهرة لم ينضب عطرها، كقمر أنار القلوب حسنا وجمالا.

فى مشهد أصيل يعيد للأذهان ذكريات الزمن الجميل عنوانه سيدات الريف، اللواتي يمكثن أوقاتهن أمام الفرن البلدى يشعلن النيران به بقطفات قش الأرز والحطب، منذ ساعات الصباح الباكر بعزبة النزهة بمدينة المنصورة؛ لإعداد أشهى المخبوزات الفلاحي والرز المعمر برائحته الذكية، في جو أسري تفوح منه رائحة الزمن الأصيل وتطيب له النفس وتسعد؛ ليحافظوا على طقوسهم وعاداتهم القديمة بثوب حديث.

وبين ذكريات الماضي وحكايات الحاضر، تجد السيدة الستينية أنوار عبد الفتاح، تجمع أبنائها وأحفادها وأحبابها من أهل العزبة معها أمام الفرن القش الذي يزيد عمره عن خمسين عاما، تعانق أصواتهم نسمات الريف وخضرته، يتسابقون في إعداد قطعا صغيرة من العجين لإعداد العيش الفلاحي وقرص السكر والسمن البلدي والفطير وبسكويت وكعك العيد، لإسعاد أطفالهن.

"حياتنا الريفية هي الأصل كله".. هكذا عبرت السيدة أنوار لـ"اليوم السابع"، عن شعورها وهي لا تزال تجلس أمام الفرن القش لساعات طويلة، وتذهب للحقول يوميا منذ ساعات الصباح الباكر لزراعة محاصيل الأرز والقمح والكرمب، محتضنة الحياة دون كلل أو ملل، فتقول، إن الريف لم يتغير كثيرا عن الماضي، فلا تزال السيدات يذهبن مع أزواجهن للحقول لرعاية الأرض وجمع المحاصيل، ويحتفظون بالفرن القش والكانون لطهي الرز المعمر والمحشي وإعداد المخبوزات الفلاحي، يرعون الأغنام، ويعبئون القلل، مشيرة إلى أن حياتهم ببساطتها وهدوئها وأصالتها تعني لهم الحياة وما فيها وكنز ثمين لا يقدره سوى من كافح وشقى في سبيل الأرض.

أبناء الريف المصري

أبناء الريف المصري
 

وأضافت أنها منذ طفولتها تشقى بالذهاب مع والدها إلى الحقول لزراعة الأرض، وتساعد والدتها فى الخبيز فى الفرن القش والكانون، مشيرة إلى أن جميع كبار العزبة برجالهم ونسائهم تربوا على العمل والكفاح منذ طفولتهم، وحاولوا أن يورثوا تلك الروح لأبنائهم وأحفادهم؛ ليحافظوا على الريف بعاداته وتقاليده الأصيلة والنقية، ولكن ذلك الأمل كان من الصعب تحقيقه مع كل الأجيال في ظل التطور والتقدم الذي تشهده المدن والحضر، فنسبة كبيرة من الشباب فضلوا السفر للمدينة للعمل في محال وشركات عن استكمال حياتهم في زراعة الأرض ورعاية المواشي.

واستطردت أن العزبة لا تزال تنعم بالكثير من افران القش والطين الموزعين على أنحاء العزبة، والتي يزيد أعمارهم عن خمسين عاما، يستفيد منهم جميع الأهالى فى الخبيز وطهى البطاطا والسمك والرز المعمر صيفا وشتاء، موضحة أن أفران القش ليست ملكا لأحد، بل هى ملك الجميع وميراث يتوارثه جيل بعد جيل، مثله مثل الأرض.

وأشارت إلى أن يوم الخبيز بمثابة عيد يجتمع فيه الجيران مع بعضهما البعض بكبارهم وصغارهم أمام الفرن القش، يطوعون بأيديهم قطع العجين الصغيرة، يسلون وقتهم بالغناء وسرد الحكايات، مشيرة إلى أن الفرن القش عادة أصيلة تخدم جميع أهالى القرية منذ سنوات طويلة وتجمعهم مع بعضهم البعض على الحب والتعاون والألفة.

وقالت إنهم يخبزون العيش الفلاحي كل أسبوعين أو شهر، موضحة أنهم عندما يخبزون العيش المصنع من الدقيق والماء والخميرة، يكثرون من الكمية حتى تكفيهم لأطول فترة ممكنة، ليتناولوا به الجبن والعسل مع شرب الشاي واللبن الطازج في كل صباح، مضيفة أن وقت الخبيز في الفرن القش تستغل نساء العزبة الفرصة لشوي البطاطا التي تعلمها كل سيدة بعلامة حتى لا تختلط بغيرها، ويقمن بخبيز الفطائر وقرص السكر والعجوة والجبن للأطفال، وطهي الرز المعمر والبشاميل.

وأكدت أن النساء الريفيات يكافحن في الحياة؛ سعيا للرزق الحلال، ومساعدة أزواجهن وتوفير احتياجات أبنائهن اليومية، فيشقوا طريقهن للحقول منذ الصباح الباكر لجمع المحاصيل، ويقمن بمباشرة أعمال المنزل ورعاية الماشية، ويذهبن للأسواق لبيع خيرات ما حصدوه من فواكه وخضروات، وقد يعملن في وظائف أخرى في المدينة، مشيرة إلى أن المرأة الريفية مثال يحتذى به ونموذج متكامل للمرأة المصرية.

 
أطفال العزبة يتابعون خبيز العيش الفلاحي في الفرن القش
أطفال العزبة يتابعون خبيز العيش الفلاحي في الفرن القش

 

أطفال العزبة يتناولون فطيرة السكر
أطفال العزبة يتناولون فطيرة السكر

 

الرز المعمر في الفرن القش بعزبة النزهة
الرز المعمر في الفرن القش بعزبة النزهة

 

الرز المعمر في الفرن القش
الرز المعمر في الفرن القش

 

الرز المعمر
الرز المعمر

 

السيدة الستينية أنوار عبد الفتاح
السيدة الستينية أنوار عبد الفتاح

 

السيدة أنوار عبد الفتاح تخبز العيش الفلاحي في الفرن القش
السيدة أنوار عبد الفتاح تخبز العيش الفلاحي في الفرن القش

 

السيدة أنوار عبد الفتاح
السيدة أنوار عبد الفتاح

 

السيدة أنواع عبد الفتاح تخبز العيش الفلاحي في فرن الطين
السيدة أنواع عبد الفتاح تخبز العيش الفلاحي في فرن الطين

 

العيش الفلاحي بعد خروجه من الفرن القش
العيش الفلاحي بعد خروجه من الفرن القش

 

الفرن البلدي في عزبة النزهة بالدقهلية
الفرن البلدي في عزبة النزهة بالدقهلية

 

الفرن القش
الفرن القش

 

أنوار عبد الفتاح
أنوار عبد الفتاح

 

توزيع فطائر السكر والسمن البلدي على أطفال العزبة
توزيع فطائر السكر والسمن البلدي على أطفال العزبة

 

سيدات الدقهلية يحيون الزمن الجميل بالخبيز في الفرن القش
سيدات الدقهلية يحيون الزمن الجميل بالخبيز في الفرن القش

 

طهي البطاطا في الفرن القش
طهي البطاطا في الفرن القش

 

طهي الرز المعمر في الفرن القش
طهي الرز المعمر في الفرن القش

 

فرحة السيدة أنواع بلحظات الخبيز أمام الفرن القش
فرحة السيدة أنواع بلحظات الخبيز أمام الفرن القش

 

فرن الطين والقش
فرن الطين والقش

 

مراحل إعداد العيش الفلاحي
مراحل إعداد العيش الفلاحي

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة