تمر علينا الذكرى الـ120 على بدء تسليم جوائز نوبل للمرة الأولى، وذلك يوم 10 ديسمبر عام 1901، وتمنح جوائز نوبل فى الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب، وعلى نطاق واسع تعتبر جوائز نوبل من أكثر الجوائز المرموقة الممنوحة فى مجالات تخصصها.
وجاءت جائزة نوبل بناء على وصية وثّقها صاحبها ألفريد نوبل مخترع الديناميت، فى (النادى السويدى - النرويجى) فى 27 نوفمبر 1895، حيث جمع نوبل ثروة خلال حياته، حيث أتت معظم ثروته من 355 اختراعًا، أشهرها الديناميت.
وكان الأديب الفرنسى رينه سولى برودوم، أول الحاصلين على جائزة نوبل فى الأدب، عام 1901، حيث منح حينها 150,782 كرونة سويدية، وهو ما يعادل 8,823,637.78 كرونا سويدية فى يناير 2018، حيث تم تقديم الجائزة فى ستوكهولم فى حفل سنوى فى 10 ديسمبر، فى ذكرى وفاة نوبل.
فوز "برودوم" جاء على حساب واحد من عملاقة الأدب عبر عصوره، هو الأديب الروسى تولستوى، وهو الأمر الذى أغضب العديد من المثقفين خاصة فى السويد، بلد الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة، حيث نظم نحو 42 أديبا وفنانا وناقدا، مظاهرة احتجاجية لمنح الجائزة للفرنسى، رغم ترشح عملاق الأدب الروسى ليو تولستوى، ما وصفوه بالمجاملة.
الاحتجابات لم تتوقف عند ذلك، حيث وجه المعترضون رسالة إلى أعضاء الأكاديمية السويدية اعتراضا على قرار اللجنة.
الأديب بيرتون فيلدمان، كان أحد هؤلاء الذين انتقدوا حصول برودوم بالجائزة، موضحا أن الأخير شاعرًا عاديًا لا يرتقى أدبه إلى التفوق على واحد بحجم تولستوى، لكنه رأى أن أغلب أعضاء الأكاديمية السويدية ينتمون إلى الأدب الفكتورىة الذى ينتمى إليه برودوم، فبتالى حصل على جائزة الأدب متفوقا على الأديب الروسى.
الأديب الروسى تولستوى، وجه رسالة للمعترضين يشكرهم على مشاعرهم وتقديرهم لترشيحه للجائزة قال فيها: "أيها الأخوة الأعزاء لقد سررت كثيراً لأن جائزة نوبل لم تمنح لي، ومبعث سرورى يرجع لسببين: أولهما وقبل كل شيء أن ذلك، خلصنى من صعوبة كبيرة، وهى كيفية التصرف بمبلغ الجائزة، وهو فى رأيى مثل أى مال آخر لا يجلب سوى الشر، وثانيهما، تشرفت وسررت لتلقى عبارات التعاطف من كثير من الناس، وإن كانوا غير معروفين بالنسبة لي، إلا أننى أكنّ لهم احتراماً عميقاً، أرجو أن تتقبلوا أيها الأخوة الأعزاء خالص الامتنان وأفضل المشاعر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة