لو قلنا إن معظم آثار أفريقيا منهوبة فى أوروبا وأمريكا، فإننا لم نبالغ فى شيء، ففى العصر الاستعمارى الذى امتد قرونا، كان المستعمر الغربي يتعامل بأنه يملك البشر والحجر.
فى هذه الفترة خرجت آلاف القطع الأثرية إلى أوروبا وأمريكا بالقوة أو بالاحتيال، واستقرت فى المتاحف الكبرى والصغرى، ودخلت فى الملكيات العامة والخاصة.
وراحت الدول الأفريقية والآسيوية ودول أمريكا اللاتينية تدافع عن حقوقها وتطالب بآثارها، ومؤخرًا تمكنت مصر من إعادة أكثر من خمسة آلاف قطعة من أحد المتاحف الأمريكية، وبالطبع هناك آلاف الآلاف من القطع التى تنتظر العودة.
وقد تحدثنا من قبل عن مبادرة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الذى طالب فيها بإجراء مراجعة شاملة لما تم نهبه خلال العهد الاستعمارى بعد أن قال لطلبة من بوركينا فاسو "التراث الأفريقى لا يمكن أن يبقى فى مقتنيات أوروبية خاصة ومتاحف"، ويومها انشغلت الصحف والمواقع الإخبارية بالتقرير.
لكن هذه المبادرة لم يستجب لها أحد حتى داخل فرنسا نفسها، أشياء قليلة عادت لبلدانها، لكن الكثير من المتاحف الدولية خاصة الموجودة فى لندن رفضت ذلك.
أنا أعتبر أن عودة القطع الأثرية المنهوبة معركة كبيرة ومهمة هى معركة شخصية مع الماضى الاستعمارى ومع المحدث الطامع، وحتما سوف نواجه تحديات ورفض، ولن يتم الأمر بسهولة، لكنه فى النهاية سنحدث انتصارًا.