أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: العلم والذكاء الاصطناعى وحسم خيار المستقبل

الجمعة، 17 ديسمبر 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خلال أقل من أسبوع، شهدت مصر حدثين يرتبطان بالعلم والالتحاق بالمستقبل، وكان المنتدى العالمى للتعليم العالى والبحث العلمى مناسبة لتأكيد إصرار الدولة على تحقيق النقلة النوعية فى ملف التعليم العالى والبحث العلمى، وتبعته زيارة لافتة للرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى جامعة كفر الشيخ، وهى جامعة عامة قطعت مسافة فى التحديث والانتقال إلى ترجمة أهداف التنمية والتعليم باتجاه يتماشى مع ما يجرى فى العالم من تقدم علمى وتقنى.

فقد تحدث الرئيس عن حرب المعرفة التى يجب أن نستمر فيها وصولا إلى تعليم حقيقى، قادر على مواكبة العصر، والتركيز على تطوير المناهج بالشكل الذى يتناسب أيضا مع سوق العمل، وكان منتدى التعليم العالى مناسبة لمناقشة جادة ملا يجرى، مع استعراض لحجم التطور فى العلم الحديث، وهى تفاصيل تكشفت أكثر خلال السنوات الأخيرة سواء قبل أو بعد ظهور فيروس كوفيد 19 ،حيث يشكل الذكاء الاصطناعى مجالا بالرغم من حداثته النسبية نقطة انطلاق، لأنه يتداخل مع كل التخصصات.

تأسس الذكاء الاصطناعى على افتراض أن ملكة الذكاء يمكن وصفها بدقة بدرجة تمكن َمل الآلة من محاكاتها، وفى عام 1872 تحدث ّف «صموئيل بتلر» هو كاتب وروائى ومؤلف إنجليزى شهير، ومن أشهر الكتاب الإنجليز فى القرن التاسع عشر، فى روايته «إريوهون»، كتب عن الآلات والدور الكبير الذى ستلعبه فى تطوير البشرية ونقل العالم الى التطور والازدهار.

ومصطلح الذكاء الاصطناعى يشير ببساطة إلى الأنظمة أو الأجهزة التى تحاكى الذكاء البشرى لأداء المهام والتى يمكنها أن تحسن ً من نفسها استنادا إلى المعلومات التى تجمعها، ويتعلق الذكاء الاصطناعى بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات أكثر من تعلقه بشكل معني أو وظيفة معينة، وشاعت فى السينما صور لإمكانية أن يسيطر الروبوتات على العالم، لكن الواقع أن الروبوت ليس الهدف منه أن يحل محل البشر، لكن تعزيز القدرات والإسهامات البشرية بشكل كبري، ما يجعله إضافة لقدرات الإنسان، لكنه بالطبع يقلل من عدد الوظائف التى يقوم بها البشر، ويختصر الكثير من المهام، ويقوم بذلك بشكل محايد لكونه لا يتعامل بمشاعر أو مطالب.

واليوم فإن هذا المجال اتسع مع تطور برامج الحاسب، ووصل إلى درجات عالية تفيد فى أن تقوم الروبوتات بمحادثة لفهم مشكلات العملاء بشكل أسرع وتقديم إجابات أكثر كفاءة، وتحليل مجموعة كبرية من البيانات النصية لتحسين الجدولة وتقديم توصيات توضح أفضل طرق تحسين الأداء فى الأعمال، بل إن هناك تصورات لأن تقوم الروبوتات بعمليات جراحية عن بعد، من خلال التواصل مع الجراحين الكبار، وهو مثال طرح فى منتدى التعليم العالى، حيث أشار البروفيسور مايك ماكيردى رئيس الكلية الملكية للأطباء والجراحين فى أسكتلندا، إلى دور التقنية والاتصالات والأجهزة الإلكترونية والكاميرات فى توسيع دور الأطباء، وإمكانية أن يوجه جراح وعالم مثل الدكتور مجدى يعقوب عددا من الأطباء فى أنحاء العالم، يجرون جراحات لعدد من المرضى فى دول مختلفة، كما يمكن تسهيل تدريب شباب الجراحين بالذكاء الاصطناعى من خلال المحاكاة، كما أن هناك محاكاة للطيران، وللتجارب النووية، والعلمية من دون وجود حقيقى وتكاليف، كما يسهم فى تطوير علاجات موجهة لأمراض محددة عن بعد.

 من هنا يمكن تفهم التحرك السريع، من الرئيس عبدالفتاح السيسى بالدخول فى هذا المجال، ومعه كل العلوم الحديثة، حسما لجدل مستمر حول خيارات المستقبل، وكانت زيارة الرئيس لجامعة كفر الشيخ، وقبلها فى منتدى التعليم العالى، حسما لخيار العلم، واعتبار الذكاء الاصطناعى ومناهجه جزءا من هذا الخيار، بجانب الإسراع فى الرقمنة ومضاعفة سرعة اللحاق بالعصر، مع التأكيد على أهمية المعرفة، وليس فقط العلم، باعتبار المعرفة مجالا أوسع وأعمق.

p.8
 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة