تعد الرباعيات الشعرية التى ألفها جلال الدين الرومى من أكثر آثار شاعر الصوفية الأكبر أهمية، كما تعد من أكثر ضروب الشعر الفارسي أصالة، وبعدا عن كل ضروب التكلف والتصنع.
تصور الرباعيات حال العاشق مع المعشوق والصلة بينهما وما يكتنف سير السالك في طريق العشق الإلهى، برسالة تحمل جمال التسليم لمبدع كل جمال، وروعة التوجه إليه.
يقول الرومى في إحدى قصائده:
لا حب أفضل من حب بدون حبيب
ليس أصلح من عمل صالح دون غاية
لو يمكنك أن تتخلى عن السوء والحذق فيه
فتلك هي الخدعة الماكرة!
أنتصب والواحد الذي أنا يستحيل إلى مئة مني يقولون إني أطوف حواليك
هراء.. أطوف حولي
يطير طائر سماوي نحو الجهة الأخرى من العالم
في اتجاه اللا اتجاه يطير
من بيضة السيمورج كان مولده
فإلى أين يطير قل لي إن لم يكن نحو السيمورج
لا رفيق سوى العشق
طريق، دون بدء أو نهاية
يدعو الرفيق هناك:
ما الذي يُهملك حين تكون الحياة محفوفة بالمخاطر
فى هذه القصيدة يضع جلال الدين الرومى أسس معتقده حول الحب بلا غاية من أجل الحب ذاته.
وفى رباعية أخرى يقول:
هذا الصباح، قطفت وروداً من البستان
خشيت أن يلمحني البستاني
سمعته يخاطبني بكل رقة:
"ما الورود؟ سأمنحك البستان كله".
هذا اليوم، يوم الضباب والمطر
لا بد أن يجتمع الأصحاب
فالصاحب مصدر سعادة لصاحبه
مثل باقات الأزهار الذي تولد في الربيع.
قلت: "لا تقعد حزيناً بصحبة المعشوق
لا تجالس سوى ذوي القلوب الحنونة والوديعة
عندما تدخل البستان، لا تتجه صوب الأشواك
لا تجاور سوى الورود، وأزهار الياسمين والنسرين"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة