هناك الكثير من الملفات المشتركة بين مصر وإسبانيا، والدولتان «بلدان صديقان، تربطهما علاقات وثيقة»، فضلا عن تقارب وجهتى النظر تجاه القضايا الإقليمية والدولية، حيث تنظر إسبانيا إلى مصر كبلد مهم، له تأثير فى المنطقة ولديه تجربة اقتصادية وسياسية مهمة وتجربة تنموية لافتة، وفى نفس السياق فإن إسبانيا لديها تجربة مهمة وملفات مشتركة مع مصر، وهو ما يجعل هناك إمكانية لتوسيع وتنمية هذه العلاقات.
ومن ضمن سياسة الدولة المصرية فى بناء سياستها الخارجية، تأتى الدائرة المتوسطية، كإحدى أهم دوائر الشراكة والتعاون فى كل المجالات، خاصة أن مصر بموقعها الجغرافى وتأثيرها الإقليمى تمثل جسرا سياسيا واقتصاديا بين أفريقيا والمتوسط وبالتالى أوروبا.
وفى المؤتمر الصحفى المشترك مع بيدرو سانشيز، رئيس حكومة إسبانيا، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أهمية العمل المشترك نحو زيادة الاستثمارات الإسبانية فى مصر، وضرورة الاستفادة من الفرص الكبيرة التى توفرها المشروعات القومية العملاقة فى مختلف ربوع مصر، خاصة فى مجالات النقل والطاقة المتجددة والزراعة وغيرها، وبحث زيادة معدلات التبادل التجارى بين البلدين، بالتوازى مع العمل على تحقيق التوازن فى الميزان التجارى عبر إتاحة الفرصة لمزيد من نفاذ الصادرات المصرية إلى السوق الإسبانى، وهناك ملف السياحة حيث إن البلدين لكل منهما أهداف ومقاصد سياحية، وبالتالى شهدت المباحثات سبل زيادة تدفقات السياحة الإسبانية إلى المقاصد السياحية، خاصة فى محافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر ومرسى مطروح والأقصر وأسوان، فى ظل إجراءات احترازية صارمة لمواجهة كورونا، وهناك بالفعل تعاون مصرى - إسبانى فى العديد من المشروعات الاستثمارية والتنموية المهمة، وهو تعاون ننتظر أن تتفتح له آفاق جديدة من خلال عقد منتدى رجال الأعمال بين ممثلى القطاع الخاص فى البلدين خلال الزيارة بمشاركة رئيس الحكومة الإسبانية ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى.
وبجانب بحث تطوير وتعميق أوجه التعاون الثنائى بين مصر وإسبانيا، تم التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومنها القضايا الإقليمية فى ليبيا والشرق الأوسط، حيث تقدم الدولة المصرية والرئيس السيسى رؤيتها الواضحة تجاه دعم الشراكة والتعاون، ودعم المسارات السياسية، كما أن مصر لديها تجربة فى مواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية من خلال معالجة أسبابها فيما يتعلق بالتنمية، لأنها تعتبر الإرهاب تهديدا دوليا يتطلب مواقف حاسمة تجاهه.
وجدد الرئيس عبدالفتاح السيسى، تأكيده على موقف مصر الثابت للتمسك بصون أمنها المائى الآن وفى المستقبل، وأهمية التوصل إلى اتفاق شامل وملزم وعادل بين كل من مصر والسودان وإثيوبيا حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وأهمية أن يدفع المجتمع الدولى بهذا الاتجاه ويعمل على دعم ومساندة عملية تفاوضية فعالة لتحقيق هذا الهدف.
رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، أكد أن اقتصاد مصر واحد من اقتصادات العالم القليلة المحققة لنمو إيجابى رغم جائحة كورونا، وأن الحكومة المصرية تعمل منذ 2014 بكل اجتهاد وشجاعة على إجراء الإصلاحات الاقتصادية، وأن حكومة مملكة إسبانيا اختارت مصر كدولة ذات أولوية فى استراتيجيتها المستهدفة لتعزيز الشراكات فى القارة الأفريقية.
إن العلاقة بين مصر وإسبانيا تأتى ضمن سياسة الدولة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى نحو توسيع دوائرها وعلاقاتها وتطرح رؤيتها التى تحظى بثقة فى الاجتماعات الإقليمية والدولية من خلال وقف التدخلات والرؤية تجاه أزمة الهجرة غير الشرعية والإرهاب، خاصة أن مصر لديها تجربة كبرى فى النمو والتنمية والمشروعات القومية، كما أن إسبانيا تسعى لتحقيق نسب نمو كبيرة، وتتعافى اقتصاديا، فضلا عن أن التجربة المصرية لافتة لأنها كانت قادرة على الصمود فى مواجهة كورونا، وهى نقاط مهمة فى بناء الثقة، انعكست فى حديث رئيس الوزراء الإسبانى، ثقة فى سياسة تقوم على التوازن والشراكة والتعاون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة