قام الأسطول البريطاني بنفى زعيم الثورة العرابية أحمد عرابى وزملائه إلى سريلانكا المعروفة باسم سيلان سابقاً فى 28 ديسمبر من عام 1882، حيث استقروا بمدينة كولومبو لمدة 7 سنوات، وذلك فى أعقاب الاحتلال الإنجليزى لمصر ونهاية الثورة العرابية.
بعد ذلك جرى نقل أحمد عرابى ومحمود سامي البارودي إلى مدينة كاندي بذريعة خلافات دبت بين رفاق الثورة، وبعد سنوات من النفى عاد أحمد عرابي إلى مصر عام 1901 بسبب شدة مرضه.
ولنفى عرابى ورفاقه قصة مقاومة ونضال ضد الاحتلال البريطانى لمصر استمرت عدة سنوات قبل أن يتعرض عرابى ورفاقه للخيانة وينهزموا فى معركة التل الكبير، التى انتهت بالاحتلال البريطانى، الذى جثم على صدر الوطن عقود طويلة، ليقدم بعدها عرابى ورفاقه للمحاكمة فى 3 ديسمبر 1882، التى قضت بإعدامه ثم تم تخفيف الحكم بعد ذلك مباشرة إلى النفى مدى الحياة إلى سرنديب.
كتب أحمد عرابي مذكراته في ثلاثة دفاتر كبيرة، استعرض فيها جميع أحداث ثورته، وقد طبع الجزء الأول من مذكراته تحت عنوان: "مذكرات الزعيم أحمد العرابي: كشف الستار عن سر الأسرار في النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية"، وقام بتحقيق المذكرات ودراستها الدكتور عبد المنعم إبراهيم الجميعي أستاذ لتاريخ الحديث والمعاصر، وطبعت في ثلاث مجلدات بدار الكتب والوثائق القومية عام 2005.
وقد جاء على لسان أحمد عرابى فى مذكراته أن الدافع الأكبر لكتابتها أنه أراد تبيان حقيقة ما جرى فى الثورة العرابية على وجه الدقة، وقد عاش المنفيون ومن بينهم عرابى حياة بالغة الصعوبة فى المنفى إذ يقول عرابى فى مذكراته أنه تمت مصادرة أموال وممتلكات جميع المنفيين كما خصصت الحكومة لكل منهم مبلغ 30 جنيه شهريا وهو ما لم يكن كافيا لاحتياجاتهم.
كما أصيب المنفيون بأمراض عدة لاختلاف طبيعة المناخ وهو ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية وهو ما يتضح فى إصابتهم بالعديد من المشكلات الصحية فضلا عن تراجع الحالة المعنوية لهم فى جزيرة سيلان التى تم نفيهم إليها، وبعد عودته إلى مصر توفي أحمد عرابى في القاهرة في 21 سبتمبر 1911.