الذين كانوا شغوفين بالكاتب الكبير أنيس منصور فى فترة من حياتهم بالتأكيد قرأوا ما كتبه عن الشاعر الألمانى "ريلكه" الذى مات سنة "1926" وقرأوا بالتأكيد عن قصة حبه للمصرية "نعمت علوى"، وهى القصة التى حكاها "منصور" بأكثر من طريقة، وتقريبا كلما ذكر "ريلكه" ذكر هذه القصة، تعالوا نقرأ إحدى مقالات أنيس منصور:
يقول أنيس منصور فى إحدى مقالاته تحت عنوان "حكايتى مع الشاعر ريلكه"
بالصدفة وعلى سور حديقة الأزبكية القديم وقعت عينى ويدى على صورة جميلة. ولما قرأت الغلاف وظهر الغلاف، وجدت أنها كنز أدبي.
هذه الفتاة الجميلة المصرية التركية هى معشوقة الشاعر النمساوى راينر ماريا ريلكه (1855 - 1926).. وكنت قد قرأت عنه من ترجمات د. عبد الهادى أبو ريدة أستاذ الفلسفة الاسلامية. فقدم ترجمة "مذكرات مانته بريجه" وهو احدى روائع ريلكه. هل أعجبنى ما قرأت؟ هل بهرنى هل هزني؟ هل أطار النوم من عيني. لا شيء من ذلك..
ولكن تابعت الشاعر، ثم وجدت رسائله الى المعشوقة المصرية التى مات على صدرها. جميلة وليست الوحيدة بين الجميلات يدرن فى هواه ويتساقطن حكايات ومذكرات ووجع قلب فى كثير من اللقاءات، وكانت فرحتى بالمعشوقة المصرية نعمت علوى ولا أعرف لماذا كنت مندهشا: إنها حلوة أحبت شاعرا جميلا. فلا بد أن تقع فى غرامه أو يقع هو فى غرامها..
وكتبت عن هذا الاكتشاف بسعادة لم يفسدها إلا أن بعض أقاربها هددونى بالقتل. ولم أتوقف وإنما تمنيت أن التقى أيا منهم لأسأله عنها وعنه. ولكن أحدا لم يفعل. وفى يوم كتبت مقالا طويلا عن غراميات الشاعر وكتبت انه مات بسرطان الدم بسبب وخز وردة.
وفوجئت بأن صديقى الأديب صلاح ذهنى قد أصابه نفس المرض. فأجلت النشر حتى يسافر ويعود بالسلامة. ولسوء حظى فإنه هو قد أجل السفر وقرأ الموضوع وقال: هذه نهايتى ايضاً!
وكانت نهايته وحزنى عليه..
ومنذ أيام وجدت كتاباً جديداً لم ينشر للشاعر ريلكه بعنوان "صندوق المجوهرات". مررت على صفحاته.. توقفت عند عبارات بديعة. وانشغلت بكتب أخرى وسوف أعود اليه.
انتهى مقال أنيس منصور، والذى قدم لنا ريلكه لكنه لم يقدم لنا شعرا له أو نصوصا، على الرغم من أن أنيس منصور كان يعرف الألمانية حسبما يذكر، وبالتالى ظل ريلكه بالنسبة إلينا مجر شاعر أحبته فتاة مصرية وكانت السبب فى موته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة