سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..29 ديسمبر 1926.. وفاة أمير الشعر الألمانى «ريلكه».. واتهامات لزوجته المصرية «نعمت علوى» بنقل مرض الموت إليه

الأربعاء، 29 ديسمبر 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..29 ديسمبر 1926.. وفاة أمير الشعر الألمانى «ريلكه».. واتهامات لزوجته المصرية «نعمت علوى» بنقل مرض الموت إليه رينر ماريا ريلكه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أراد الشاعر «رينر ماريا ريلكه»، أمير الشعر الألمانى، أن يكتشف العالم، ويتعرف على تجاربه المختلفة، فانطلق فى رحلة إلى أوروبا، التقى خلالها بأديب روسيا العظيم «تولستوى» ثم زار فرنسا، وتزوج سريعا من فرنسية، ثم انفصل عنها بعد فترة قصيرة، حسبما يذكر رجاء النقاش فى كتابه «عباقرة ومجانين»، مضيفا: ابتعد «ريلكه» عن باريس التى خرج منها بحب فاشل، واتجه فى رحلاته الجديدة إلى الشرق، فزار الجزائر وتونس، ثم مصر وبقى فيها ثلاثة شهور من يناير إلى مارس 1911.
 
تركت زيارته لمصر أثرا عميقا فيه، اكتملت بزواجه من مصرية.. يذكر «النقاش»: «أحس فيها بما يبعثه الماضى من سحر يتمثل فى الآثار المصرية الخالدة المثيرة، كما أحس فيها بالدفء الجميل والشمس وبساطة الناس، وكانت مصر فى بداية هذا القرن تتفتح كالزهرة الجميلة على الحياة الحديثة، دون أن تفقد شخصيتها الحضارية الرصينة، وكانت بلدا يتمتع بالهدوء، وبلدا يمزج فى اعتدال وأصالة بين الجوانب الروحية والجوانب المادية فى الحياة، ومن هنا وجد «ريلكه» فى مصر اطمئنان القلب والروح، ولم يشعر فيها مع هذا الاطمئنان الروحى أنه معزول عن حضارته الأوروبية»، يؤكد النقاش: «عاد ريلكه من مصر، وحمل معه منها تذكارا عزيزا هو نسخة من القرآن الكريم، وظل يحتفظ بها حتى نهاية حياته».
 
تكرر حضور مصر معه فى الفترة الأخيرة من حياته التى قضاها فى سويسرا.. يذكر النقاش: «كان كثيرا ما ينزل ضيفا على بعض الأمراء والنبلاء الذين كانوا يحبون شعره، ويعرضون عليه أن يعيش فى قصورهم، حيث يوفرون له ما يريد لنفسه من عزلة وابتعاد عن ضجيج الحياة والمجتمع، وفى هذه الفترة وفى فندق «سافرى» بمدينة «لوزان» التقى بفتاة مصرية اسمها «نعمت علوى».. فمن هى؟ وماذا حدث بينها وبين هذا الشاعر المولود فى «براغ» 1875 وتعرض لتجربة قاسية فى طفولته؟
 
يؤكد «النقاش»، أن تجربة طفولته تركت أثرا كبيرا على حياته وتكوينه النفسى.. يذكر أنه ولد بعد وفاة أخت له كانت أمه تحبها أشد الحب، وبعد وفاتها تعلقت به أمه تعلقا عاطفيا عنيفا، وألبسته ملابس الفتيات، وربطت شعره برباط حريرى، وظلت تعامله وكأنه بديل لأخته، ودفعته هذه التجربة إلى العزلة والانطواء والشعور بالغربة عن العالم من حوله، كما فجرت فيه شعورا مبكرا بالخوف من الموت، وأثرت فى داخله حساسية شديدة مرهفة حتى نهاية حياته.
 
أما «نعمت علوى» فيقول عنها «النقاش»: «كانت إحدى فتيات الأرستقراطية المصرية التى تعلمت تعليما أوروبيا كاملا، وكان بعض أبناء هذه الطبقة يميلون إلى الحياة فى العواصم الأوروبية، حيث يجدون فى هذه الحياة ما يحبونه من تحرر وانطلاق، وكانت «نعمت» من هؤلاء، وهى ابنة أحمد خيرى باشا، السياسى المصرى من أصل تركى، وعمل وزيرا للمعارف «التعليم» بعد هزيمة الثورة العرابية، فى وزارة محمد شريف باشا التى تشكلت فى أغسطس 1882، واستمر فى منصبه الوزارى حتى يناير 1884».
 
يؤكد «النقاش» أن «نعمت» تزوجت من «عزيز علوى» أحد أبناء الطبقة الأرستقراطية المصرية ذات الأصول التركية، وأخذت اسمها الثانى منه على الطريقة الأوروبية، واشتهرت بهذا الاسم، وكانت تعيش فى سويسرا بعد انفصالها عن زوجها الأول، وكان من الواضح أنها تعرف الألمانية وتجيدها، وقبل أن تلتقى «ريلكه» قرأت أعماله وأحبتها، ولمس الشاعر قلبها بموهبته الفنية الرائعة، وعندما التقيا أحسا بالتفاهم المتبادل الذى سرعان ما انتهى إلى حب عنيف ملتهب، وتوثقت علاقتهما، وأصبحا لا يفترقان، ولكن سوء الحظ أحاط بهذه التجربة فمات فى 29 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1926، وعمره 51 عاما».
 
ينقل «النقاش» عن الدكتور بديع حقى فى كتابه «ريلكه - أمير شعراء ألمانيا» عن نهاية هذه القصة الغريبة المفجعة، قائلا: «مات بمرض حملته إليه نعمت علوى من زوجها السابق عزيز علوى، فحزنت عليه هذه الحبيبة اللدودة حزنا عظيما، وعرفها أمير روسى الأصل اسمه «نيقولاى متشرسكى» فعطف عليها وقبلت به زوجا تأنس إلى حنانه، لتنس ألمها العظيم بفراق ريلكه الأبدى، غير أن سوء الحظ كان يلاحقها بغير هوادة، إذ لم يمض على زواجها غير أسابيع حتى أعلنت الحرب العالمية الثانية فى 29 سبتمبر 1939، واضطر زوجها أن يلتحق بالجيش ويذهب إلى الحرب، وتذهب هى إلى «نورماندى» مع العائلات الفرنسية الهاربة، وماتت قبل تحرير أوروبا، ولفظت أنفاسها وهى منكبة على صورة ريلكه ورسائله وكتبه».
 
يرفض «النقاش» القول بأنها هى التى نقلت المرض إلى «ريلكه»، مؤكدا أنها عاشت بعد وفاته بأكثر من 15 عاما، فكيف يقتل هذا المرض الشاعر الألمانى ويُبقى على حبيبته، كما أنها تزوجت من الأمير الروسى ولو كانت مريضة لعجزت عن الزواج منه.. يؤكد النقاش، أن موت «ريلكه» بمرض «اللوكيميا» هو الصحيح. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة