أكثر الردود انتشارا بين الرافضين لسياسة الفنان هاني شاكر فى التعامل مع مطربي المهرجانات، هو أن المنع يجعلهم ينتشرون على السوشيال ميديا، ويجعلهم مرغوبين، ثم يذهب المدافعين عن منطق الحرية فى حد ذاتها، و بالفعل كثير منهم لا يدافعون عن مطربي المهرجانات فى الحقيقة، لكنهم يدافعون عن منطق الحرية فى غناء هؤلاء ما يريدونه، وترك الأمور للذوق العام و هو المسئول عن الفرز و ترك غير المفيد، و دعم الفن الحقيقي، لكن هذا المنطق فى جوهره منطق هدام للغاية، ولا يرى المصريين بأعين المصريين أنفسهم.
ودعنا نشرح النقاط فى هدوء، أولا سياسة المنع لها رد فعل ايجابي كبير، بدليل منح الأفلام الاباحيه حتى لو البعض يشاهدونها، و منع الاحتفالات وانتشار الشذوذ وغيره من الافكار التي لا تناسب طبيعة المجتمع، فكل تلك وسائل منع داخل حدود الوطن، رغم أنها قد تكون مسموح بها فى دول أخرى، لذلك فهناك مسئولية مجتمعية على الجهات المعنية فى قصة المنع ومتابعة تنفيذه، و في قلب تلك المؤسسات نقابة الموسيقيين، و ما تقوم به هو ركن أساسى فى عملها، ثم أن سياسة منع الانتشار سواء فى الاعلام أو الأفراح والمسارح وغيرها، يجعل الناس يذهبون لسماع تلك الأغاني فى السوشيال ميديا، لكننا يجب أن نضع حسبة بسيطة تقول أن هناك جمهور عريض يخاف فعليا على باقة الانترنت، ولذلك لو استمع مرة أو أخرى، أو حتي قام بعمليات تحميل للأغاني، لكنه فى حسبة الطبقات المتوسطة ومحدودة الدخل سيكون لديه أولويات أخرى غير شحن الباقة من أجل المهرجانات، وعلى الجهات المعنية أن تقوم بدورها و من يرفض ذلك فعليه البحث عن الوسائل الأخرى لسماعها.
أيضا فإن معركة نقابة الموسيقيين والمثقفين ومن فى حكمهم، هي معركة حقيقية بين فن و لا فن، بين قيم تتميز بها مصر، وبين موارد لتفتيت تلك القيم، بين دولة لديها ما تعافر من أجله، وبين سعي لنسف ذلك المعيار وتلك القيم ، وأيضا معركة الموسيقيين بكل تأكيد تسير في اتجاهات متوازية، فالنقابة نفسها تدعم الفنانين والفن الحقيقي، و تعطى تصريحات لأداء الغناء لمن يستحق، لذلك فهي تمنع من لا يستحق، و تحاول طرح من يستحق، وكلها معايير أصيلة فى جوهر عملها.
أيضا هناك نقطة مفصليه تم تطبيقها فى عملية تنظيم ظهور الفنانين، وهي منع الغناء بفلاشة، وذلك حتي يتم الاعتماد على الفرق الفنية، بما يدعم عودة العاطلين عن العمل فى الوسط الفني بسبب وجود فلاشة تأخد مكانهم، وهو أيضا سببا رئيسيا فى جوهر عمل النقابات المعنية بدعم الفن والفنانين.
لذلك فقًولا واحدا لا وألف لا لأغاني المهرجانات، ومن يريد سماعها فعليه باليوتيوب و يدفع من باقته وقتها هو حر، حتي تصل النقابة والمعنيين للوسيلة المانعة لانتشارهم بشكل أوسع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة