تمر اليوم الذكرى الـ 65 على قيام القوات الجنوب أفريقية باعتقال نيلسون مانديلا و156 من رفاقه بسبب نشاطاتهم السياسية المناهضة لنظام الفصل العنصرى، وذلك أثر المعركة التى اشتعلت بين حزب مانديلا والحزب اليمينى المتطرف "حزب البيض" الذى كان قد فاز فى الانتخابات عام 1948 وقام بوضع خطط وسياسات عنصرية منها سياسات الفصل العنصرى وإدخال تشريعات عنصرية فى مؤسسات الدولة.
وحتجز فى سجن جوهانسبرغ وسط احتجاجات واسعة، وخضع للتحقيق الابتدائى فى 19 ديسمبر، وبدأ طعن الدفاع فى 9 يناير 1957، واستمرت القضية حتى توقفت فى سبتمبر. فى يناير 1958، تم تعيين القاضى أوزوالد بيرو لترأس القضية، وفى فبراير استبعد القاضى أن يكون هناك "سبب كاف" لدفاع المتهمين يسمح باللجوء إلى المحكمة العليا بترانسفال.
بدأت المحاكمة بالخيانة رسميا فى بريتوريا فى أغسطس 1958، بعد أن لبى طلب المتهمين بتعويض القضاة الثلاثة، المرتبطين كلهم بالحزب الوطنى الحاكم، فى أغسطس، أسقطت تهمة واحدة، وفى أكتوبر سحبت النيابة لائحة الاتهام، لتقدمها بصيغة معدلة فى نوفمبر متهمة جميع قادة حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى بالخيانة العظمى بحجة دعوتهم لثورة عنيفة، الأمر الذى أنكره المتهمون.
فى أبريل 1959، قامت مجموعة من الأفارقة، غير الراضين عن نهج الجبهة المتحدة لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقي، بتأسيس "مؤتمر كل الأفارقة" وانتخب صديق مانديلا رئيسا، فى حين كان مانديلا يعتقد أن المجموعة "غير ناضجة" خاض الطرفان حملة ضد تراخيص المرور فى مايو 1960، أحرق الأفارقة خلالها تراخيص مرورهم التى كانوا مضطرين لحملها قانونا.
وشهدت إحدى المظاهرات التى نظمها PAC إطلاق الشرطة للنار، ما أسفر عن مقتل 69 متظاهرا فى مذبحة شاربفيل. تضامنا، أحرق مانديلا علنا تراخيص مروره، كما اندلعت أعمال شغب فى جميع أنحاء جنوب أفريقيا، مما أدى بالحكومة لإعلان الأحكام العرفية، فى ظل التدابير الطارئة، اعتقل مانديلا وغيره من الناشطين فى 30 مارس، وسجنوا بدون توجيه اتهام فى ظروف غير صحية بسجن بريتوريا المحلي، فى حين أن حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى وPAC حظرا فى أبريل. وهذا شكل صعوبة للمحامين فى الوصول إليهم، وتم الاتفاق على أن فريق الدفاع فى محاكمة الخيانة سينسحب احتجاجا.
فمثل المعتقلون أنفسهم أمام المحكمة، وما لبثوا أن أفرج عنهم من السجن عند رفع حالة الطوارئ فى أواخر أغسطس، استخدم مانديلا وقت فراغه فى تنظيم "الكل فى المؤتمر الأفريقي" بالقرب من بيترماريتزبرج، ناتال، فى مارس، حضره 1400 مفوضا من جميع الجماعات المناهضة للفصل العنصري، واتفقوا على "البقاء فى بيوتهم" كعلامة احتجاج فى يوم 31 مايو، وهو اليوم الذى أصبحت فيه جنوب أفريقيا جمهورية فى 29 مارس 1961، وبعد محاكمة دامت ست سنوات، نطق القضاة بحكم البراءة، ما شكل إحراجا للحكومة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة