تشهد دول العالم عدد من الازمات مع اعلان طرح وتوزيع عدد من اللقاحات ضد فيروس كورونا، الصحة العالمية أكدت على ضرورة العدالة فى توزيع اللقاحات لسلامة الجميع، فى الوقت الذى شهدت فيه الدول الأفريقية تسارع فى انتقال الفيروس خلال الأسبوع الماضى وارتفاع فى الإصابات وحالات الوفاة.
منظمة الصحة العالمية أفادت بأن عدد الحالات التى تم الإبلاغ عنها خلال الأسبوعين الماضيين يفوق ما أُبلغ عنه خلال الأشهر الستة الأولى من جائحة كـوفيد-19 وقالت د. ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقنى المعنى بكوفيد-19 فى منظمة الصحة العالمية، إلى أن على الجميع دورا لتأديته، وأضافت نحتاج أن نفعل ما بوسعنا لتقليل تعرّضنا للفيروس، وخاصة فى المناطق التى ينتشر بها المرض".
وأعربت المنظمة عن قلقها إزاء هذا التوجه وجددت الدعوة إلى عدم اكتناز اللقاحات بل العمل على التوزيع العادل، وتقاسم الفائض منها مع مرفق كوفاكس. وذلك بعد كشف الاتحاد الأوروبى عن خطة لتقييد تصدير اللقاحات ضد كوفيد-19.
وأضاف أن ما حدث فى تلك الفترة كان سيئا، وقال: "خلال إنفلونزا H1N1 (ما عُرف بإنفلونزا الخنازير)، كان هناك لقاح، اشترته الدول الثرية، ووصلت اللقاحات إلى الدول النامية عندما انتهى الوباء.
وحذر د. تيدروس من اكتناز اللقاح وعدم تقاسمه وتابع: "سيكون لدينا ثلاث مشكلات كبيرة: فشل أخلاقى كارثي. جائحة مستمرة، وسيكون تعافى الاقتصاد العالمى بطيئا".
وقال د. تيدروس: "قبل عام، قلتُ أن العالم لديه فرصة سانحة لمنع تفشى العدوى بعض الدول استجابت للدعوة، والبعض الآخر لم يستجب. الآن، تقدم لنا اللقاحات فرصة أخرى لوضع الجائحة تحت السيطرة، لا يجب أن نبددها".
وأوضح المسؤول فى منظمة الصحة العالمية أن الجائحة كشفت أوجه عدم المساواة فى عالمنا، وقال: "يوجد الآن خطر حقيقى يتمثل فى الأدوات نفسها التى يمكن أن تساعد فى إنهاء الجائحة – اللقاحات – قد تؤدى إلى تفاقم أوجه عدم المساواة نفسها مع عدم توفر اللقاحات بالسرعة المطلوبة للدول الفقيرة.
د. مارى آنجيلا سيماو، المديرة العامة المساعدة لإدارة إتاحة الأدوية واللقاحات والمستحضرات الصيدلانية فى الصحة العالمية قالت: "الأمر يبعث على القلق لأن سلاسل التوريد العالمية متنوعة جدا الآن، ومجزّأة، وتأتى المنتجات من جميع أنحاء العالم مضيفه بعض المركبّات تأتى من الصين لإنتاجها فى أوروبا، وهكذا مضيفة " من المثير للقلق أن تبدأ أى دولة أو اتحاد بوضع قيود على تدفق ما يُعتقد أنه جيد للصحة العامة".
وأوضح د. بروس إيلوارد، كبير مستشارى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن ما يثير القلق هو أن أكثر الدول ضعفا والدول منخفضة الدخل فى نهاية المطاف هى التى ستعانى أكثر من غيرها فى أى وضع نجد أنفسنا فيه أمام فرض القيود على التجارة أو منع التصدير، مضيفا: "هذه الدول محرومة بالفعل بشكل كبير فى توزيع المنتجات".
ومن جانبه أشار د. مايكل راين، مدير برنامج الطوارئ فى منظمة الصحة العالمية، أن هناك فريق من منظمة الصحة العالمية فى الصين للبحث فى نشأة الفيروس.
فى قارة أفريقيا تسارع انتقال المرض خلال الأسبوع الماضى حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 175 ألف حالة جديدة وأكثر من 6 الاف و200 حالة وفاة فى القارة الأفريقية خلال الأسبوع الماضى فقط وأكدت منظمة الصحة العالمية ارتفاع الإصابة بالعدوى بنسبة 50% فى القارّة الأفريقية بين 29 ديسمبر 2020 و25 يناير 2021 مقارنة بالأسابيع الأربعة التى سبقتها.
الدكتورة ماتشديسو مويتى، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية فى أفريقيا حذرت من تفشى المتغيّرات الجديدة فى القارة. وقالت: "المتغيّر الذى تم اكتشافه لأول مرة فى جنوب أفريقيا انتشر بسرعة إلى خارج أفريقيا لافته إلى أنه عُثر على حالات إصابة بالمتغيّر الجديد فى بوتسوانا وغانا وزامبيا وجزيرة مايوت على المحيط الهندى و24 دولة غير أفريقية.
وقالت المسؤولة الأممية، إن أفريقيا على مفترق طرق، وفى مواجهة موجة ثانية من العدوى، ودعت منظمة الصحة العالمية الدول الأفريقية إلى تكثيف الاختبارات وعزل جهات الاتصال مع المصابين وعلاج المرضى، بالإضافة إلى تعزيز تدابير الوقاية التى أثبتت جدواها.
أمينة محمد نائبة أمين عام الأمم المتحدة، قالت: "كشف فيروس كورونا عن أوجه عدم إنصاف عالمية صارخة وهشاشة وممارسات غير مستدامة أدت إلى مفاقمة تأثير الجائحة. وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، عام 2020، تم دفع 71 مليون شخص نحو الفقر المدقع.
وأضافت أمينة محمد أنه انطلاقًا من إطار استجابة اجتماعية واقتصادية طموحة، كانت استجابة الأمم المتحدة لكوفيد-19 فورية وفعالة. واعتبارا من يناير 2021: تم الانتهاء من 118 خطة استجابة اجتماعية واقتصادية من قبل فرق الأمم المتحدة القطرية وتم حشد تمويل جديد بلغ مليارى دولار وأعيد توظيف 3 مليارات دولار وقام 127 فريقا قُطريا للأمم المتحدة بإعادة توجيه التمويل الحالى نحو التعافى من فيروس كورونا.
الأمم المتحدة طورت خارطة أبحاث للتعافى من كوفيد-19 من أجل معالجة العواقب الصحية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة لكوفيد-19 وتم تطوير الخارطة فى 10 أسابيع من خلال عملية استشارية عالمية شارك فيها أكثر من 250 خبيرا. تضمنت العملية التشاور مع خمس مجموعات توجيهية مكونة من 38 وكالة لتمويل البحوث، ومشاورات مع المئات من قادة السياسات والبحوث والتنفيذ واستعراض نطاق الأدلة البحثية الموجودة حول التعافى الاجتماعى والاقتصادى من حالات الطوارئ الصحية.
أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة شدد على ضرورة العمل لضمان توفير لقاح كوفيد-19 للجميع فى كل مكان. وقال: "مع هذه الجائحة، لن يأمن أحد إلا إذا كان الجميع آمنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة