تربى وسط الفن الأصيل وعبق التاريخ، ليفنى أكثر من نصف قرن من عمره و ثروته فى جمع التحف والانتيكات النادرة من المزادات، ليزين بها منزله بأكثر من 500 تحفة من الزمن الجميل.
هنا فى مدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية، داخل منزل عم أحمد عبدالسلام ميلجى 72 عاما، والذى عمل فى صناعة السجاد اليدوى لتؤهله مهارته للعمل خبير سجاد الحرم المكى لأكثر من 8 سنوات، حيث تجد أول جهاز راديو، تليفون ملكي، طاقم إبريق فضي، قطع سجاد إيراني، وحلى خان الخليلى وغيرها.
تجول اليوم السابع داخل منزل الحاج أحمد للتعرف على التحف والقطع الفنية، الذى عاد بذاكرته لأكثر من 58 عاما، فى عام 1964 عندما كان 16 عاما وانتقل إلى العيش والعمل فى حى خان الخليلى العريق ،قائلا بدأت حياتى عاملا فى أحد المصانع الرائدة صناعة السجاد فى مصر، وفى هذا الحى العريق اختلطت بالسائحين و لمست شغفهم بالتحف والانتيكات والشغل اليدوى الأصيل، قائلا : السائح كان يدفع أى مبلغ فى القطعة و يأخذها ويهرول كأنه وجد كنزا، من هنا ولد لدى الشغف بالانتيكات والعمل اليدوى، والتنقل بين مزادات للحصول على قطع القيمة .
و أشار إلى أنه أسس مصنع للسجاد و كان ينتج أشهر أنواع السجاد اليدوى و ماركاته المعروفة، و تلك المهارة التى أهلته فى عام 2000 للعمل الخبير الفنى لسجاد الحرم المكى، ومسئول الصيانة فيه، واصفا تلك الفترة أنها من أكثر فترات حياته الجميلة لما تحتويه من روحانيات إلى أن عدت إلى بلدى فى عام 2008 .
و عن اقتناء التحف الفنية، وجدنا تليفون ملكى قال إنه دفع فيه مبلغ كبير فى الثمانينات فى أحد المزادات وتليفون أخر طراز انجليزى بثلاث خطوط، كذلك جهاز راديو من أول طراز لتلك الأجهزة، بجانب كالسون فرنساوى الطراز، سنافور مياه الذى يستخدم لغسل اليدين فى القصور وأيضا نظيرتها وعاء نحاسى بالحنفية التى كانت تواجد فى البيوت .
وتشمل محتويات المنزل لمبة دوار كانت فى بيوت العمد والأثرياء قبل دخول الكهرباء، وابرايق فضة ولأخر نوعه باكستانى يستخدم فى الحرم، ونجف نحاسى و برونزى فرنساوى و عود من الصدف، وغيرها .
ويقول عم أحمد، إن كل قطعة هنا هى قطعة من قلبى ،أعشقها وأعتنى بها بنفسى، مثل أولادى لا أقبل أن يضع أحد من الأبناء والأحفاد يده عليها حتى لا تضر، فعملية التنظيف تتم بطريقة معينة للحافظ على الجودة وعدم خدشها.
ويكمل أن هذه التحف هى الثروة الحقيقية التى ستتركها للأبناء والذين هم أيضا يقدرون قيمتها رافضا فكرة أن يهدى تلك المقتنيات لقصور الثقافة أو متاحف، لأنها ستتعرض للإهمال ولم يعتنى بها سوى من اشتراها و عرف قيمتها الفنية، قائلا : أحب أستيقظ من النوم افتح عينيا عليهم و سيكمل أبنائى وأحفادى من بعدى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة