تحل اليوم 16 فبراير ذكرى دخول هوارد كارتر مقبرة الملك الفرعونى الذهبى توت عنخ آمون، عام 1923، وذلك بعد أن اكتشافها فى 1922م، فى منطقة وادى الملوك، وهى المقبرة التى تم اكتشافها بشكل كامل دون أن تتعرض للسرقة، ونظرًا لذلك تحظى بشعبية واهتمام بين شعوب العالم، ولكن ما نستعرضه خلال السطور المقبلة، حكاية وتاريخ المنطقة التى عثر بها على المقبرة "وادى الملوك".
ويضم وادى الملوك إجمالاً أكثر من ستين مقبرة بالإضافة إلى عشرين مقبرة غير مكتملة لا تزيد عن كونها حفر، وتم اختيارهذا الموقع لدفن الملوك بعناية، حيث يقع على الضفة الغربية للنيل، وذلك لأن إله الشمس ينزل "يموت" فى الأفق الغربى من أجل أن يولد من جديد، ويتجدد شبابه فى الأفق الشرقى، ولهذا السبب ارتبط الغرب بالمفاهيم الجنائزية وكانت المقابر المصرية القديمة تقع عمومًا على الضفة الغربية لنهرالنيل لهذا السبب.
تم دفن ملوك الدولة الحديثة الأقوياء، حسب ما ذكر الموقع الرسميى لوزارة السياحة والآثار، تحت قمة جرف صخرى هرمى الشكل يحيط بالوادى، ولم يكن اختيار الوادى لنحت المقابر الملكية من قبيل الصدفة، فقد كان الهرم رمزًا للبعث والحياة الأبدية، كما اعتبر الشكل الهرمى علامة من الآلهة، كانت هذه المنطقة والقمة نفسها ، تحت سيطرة حتحور "سيدة الغرب".
كانت الطبيعة المنعزلة لهذا الوادى سببًا آخر لاختياره كمكان الراحة الأخير للملوك، فقد سرقت المقابر فى العصور القديمة، وتجنباً لذلك المصير كما حدث بأهرامات الدولة القديمة والوسطى، اختاروا مقابر خفية تحت الأرض فى وادى صحراوى منعزل، أول حكام الدولة الحديثة الذى تأكد دفنه فى وادى الملوك كان تحتمس الأول "حوالى 1504-1492 ق.م." ثالث ملوك الأسرة الثامنة عشرة وفقاً لإينى، كبير مسئولى حفر مقبرته: "أشرفت على حفر مقبرته "الملك" فى خصوصية، لا أحد يرى ولا أحد يسمع ".
وفى وادى الملوك تم اكتشاف العديد من مقابر الملوك منهم : "تحتمس الأول وأمنحوتب الثانى وتوت عنخ أمون وحورمحب" وهم من الأسرة المصرية الثامنة عشر، و"رمسيس الأول وسيتى الأول ورمسيس الثانى وآمينمسيس وسيتى الثانى وسبتاح" وهم من الأسرة المصرية التاسعة عشر، و"ست ناختى ورمسيس الثالث ورمسيس الرابع ورمسيس الخامس ورمسيس التاسع" وهم من الأسرة المصرية العشرون، كما تم اكتشاف مقابر أخرى كثيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة