أمس كان يوما تاريخيا بكل المقاييس في حياة مصر والمصريين بعدما شاهد العالم أجمع على شاشات الفضائيات ووسائل الإعلام، إنجازات تاريخية تتحقق على أرض الواقع فى القطاع الصحى فى ظل معاناة العالم من وباء كورونا، ولسان حال مصر والمصريين يقول أننا نتحدى التحدى نفسه، فها هو الرئيس السيسى يفتتح مجمع الإسماعيلية الطبى المتكامل، وعدد من المشروعات الصحية بعد جهود مضنية من الإعداد والتجهيز سواء فى التطوير أو الميكنة، أو الإنشاءات الجديدة، من أجل استهداف تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، المشروع الحلم الذى طال انتظاره كثيرا، ليرسم مستقبل صحة المصريين.
ودائما الأرقام لا تكذب، فقد أنفقت الدولة حتى يومنا هذا، 44 مليار جنيه إجمالى تكلفة التأمين الصحى، وأكثر من 25 مليار جنيه للعلاج على نفقة الدولة، فضلا عن 3.6 مليار جنيه إجمالى تكلفة مبادرة القضاء على فيروس سى، بالإضافة إلى القضاء على قوائم الانتظار لـ700 ألف حالة، لتؤكد تلك الأرقام أن الدولة المصرية، تولى اهتماما كبيرا للنهوض بالمنظومة الصحية وذلك ضمن خطة الدولة لتحقيق مسيرة التنمية على كافة الأصعدة.
فمن منا ينسى الإنجاز التاريخى الذى أذهل العالم كله، وهو القضاء على فيروس سى خلال 7 أشهر من خلال فحص 70 مليون وتقديم العلاج للمرضى بالمجان، وكذلك إنجازات تاريخية كانت محل إشادات دولية وعالمية، مثل فحص أكثر من 10 ملايين و500 ألف سيدة بمبادرة دعم صحة المرأة، وفحص مئات الآلاف من السيدات ضمن مبادرة العناية بصحة الأم والجنين، وإجراء مئات الآلاف من العمليات الجراحية ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار، وفحص أكثر من 5 ملايين طالب ضمن مبادرة الأنيميا والسمنة والتقزم.
وكل هذه الإنجازات تمت فى ظل مواجهة نظام الرعاية الصحية فى مصر تحديات متعددة ليطلق الرئيس، إشارة البدء الفعلي لتطبيق أكبر مشروع صحي قومى "قانون التأمين الصحي الشامل"، من محافظة بورسعيد يوليو 2019، إيذانا بإرساء دعائم منظومة صحية متكاملة تشمل 100 مليون مصرى، تقدم خدمات طبية لجميع فئات المجتمع دون تمييز.
هذا المشروع العملاق، تتكفل الدولة فيه بعلاج غير القادرين، عبر حزمة متكاملة من الخدمات الطبية والعلاجية، بل تتيح للمنتفع حرية اختيار مقدمى الخدمة الصحية، ليكون لكل مواطن ملف خاص لدى طبيب الأسرة مدون عليه تاريخه المرضي، ليكون مسئولا عن علاج الأسرة بالكامل، بل سيتيح هذا المشروع القومى، التعاقد مع المستشفيات الخاصة بعد حصولها على شهادة الاعتماد والجودة، بعد أن يتم وضع تسعيرة الخدمات الصحية التي ستقوم بشرائها من القطاع الخاص، ولهذا يعد نقلة نوعية للمنظومة الصحية في مصر.
والمبشر حقا، أن هذا المشروع القومى، أثبت تطبيقه فى بورسعيد نجاحا باهرا فى قدرته على توفير التغطية الصحية الشاملة المتكاملة لأهالى المحافظة دون الحاجة إلى السفر للداخل أو الخارج، وكذلك الحصول على أفضل الخدمات الصحية وفقًا لأحدث المعايير العالمية بكل سهولة ويسر، لتؤكد مصر لشعبها وللعالم أجمع، أنها فى طريقها لبناء نظام صحى جديد في وقت تنهار فيه أعتى المنظومات الصحية في دول عظمى، فتحيا مصر بشعبها وقياداتها السياسية..