لا نرزق فى كل يوم بكاتب كبير، هذه حقيقة، فما أكثر الكتاب وما أقل المتميزين، ومن هنا فإن كاتبا مثل صبرى موسى (1932- 2018) الذى رحل منذ ثلاث سنوات، لا تزال سيرته حاضرة دائما مقرونة بالتميز ومحفوفة بالإبداع.
وبالأمس حضرت ندوة نظمتها مكتبة القاهرة الكبرى فى الزمالك، فى محبة صبرى موسى، شارك فيها نخبة من المثقفين والفنانين، أدارها الإعلامى والمثقف جمال الشاعر، وشارك فيها كل من الدكتور شريف الجيار والمخرج مجدى أحمد على، والكاتب أيمن الحكيم، وكتاب ومثقفون آخرون وفى حضور الكاتبة أنس الوجود رضوان، زوجة الكاتب الكبير صبرى موسى.
لم تكن الندوة احتفائية بالمعنى المتعارف عليه، بل كانت أقرب للدراسة، وذلك لأن صبرى موسى مثقف مختلف متفرد، ودائما هناك جديد يقال عنه، نعم كان متفردا فى كل المجالات التى خاضها، وبالطبع أخذت روايته الأشهر "فساد الأمكنة" نصيبا كبيرا من الحديث في الندوة، وهو حديث مستحق، لكن الذى لفت انتباهى أمران، الأول الحديث عن رؤيته للمستقبل، وهو ما قال به الدكتور شريف الجيار، الذى استخلص أن صبرى موسى فى كتاباته السردية كان يريد أن يستشرف المستقبل بحثا عن طريق للخروج من حالة الركود الذى تضعنا فيه بعض الأفكار التراثية، إنه يملك عقلية تنحو إلى المستقبل، لا تريد ثباتا، لأن الثبات يعنى الموت.
الـأمر الثانى قال به المخرج مجدى أحمد على، حينما ذهب إلى أن فيلم البوسطجى الذى كتب له السيناريو صبرى موسى، هو أفضل فيلم فى تاريخ السينما المصرية، مؤكدا أن صبرى موسى ونجيب محفوظ هما أفضل كاتبين كبيرين دخلا عالم صناعة السينما.
هذه الندوة تجعلنا نفكر فى قيمة المبدع، فى دوره الكبير في الأخذ بيد المجتمع إلى الأمام، وفى أن الكتابة المميزة تعيش حتى لو لم تأخذ حقها من الاحتفاء الرسمى، لذا نقول المحبة والسلام إلى روح صبرى موسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة