نشاهد، اليوم، صورة تعود إلى زمن ما بعد الحرب العالمية الأولى، بالتحديد إلى عام 1946 فى النمسا، التقطها جيرالد والر، وتصور رد فعل طفل بعدما تلقى حذاء جديدا.
تقول قصة الصورة إنها تحكى عن طفل كان يبلغ عامه السادس عندما التقطت له هذه الصورة وكان فى يعيش فى إحدى دور الأيتام، ولكن فى رأيى هذه صورة عابرة للتاريخ وللجغرافيا، ويمكن أن نشاهد هذه الشعور الآن فى أماكن كثيرة فى العالم.
طفل يفرح بهدية، هذا ما تكشفه العين السريعة التى تنظر إلى الصورة، وكم من المعانى الكامنة خلفها، لقد كان العالم يتعافى من حرب دمرته تقريبا، كان الجميع قد خرج خاسرا من هذه الحرب، حتى الذين انتصروا فعليا لقد خرجوا بخسائر لا حصر لها، ولكن أكثر الخاسرين كانوا الأطفال.
كثير من الأطفال فقدوا أهاليهم وانتهوا إلى بيوت الرعاية، وفى هذا السياق يمكن أن نفهم هذه الصورة السابقة، خاصة أن النمسا كانت جزءا أساسيا فى الحرب العالمية الثانية.
هذه الفرحة التى نشاهدها فى الصورة تدل على أن البهجة طاغية، وأن أبسط الأشياء يمكن أن تترك أعمق الأثر فى النفوس، ربما يمكن أن نستفيد منها فى زمننا الحالى، وفى حياتنا المعاصرة.