البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى الخضر محليًا، بمثابة عملية إنقاذ لزيادة الإنتاج المحلى والحد من استيراد بذرة الخضر، والتى تستنزف العملة الصعبة وتزيد من تكلفة التقاوى على المزارعين، حيث يغطى الإنتاج المحلى من تقاوى محاصيل الخضر 5% فقط من الاحتياجات عكس تقاوى المحاصيل الحقلية التى ينتجها معهد بحوث المحاصيل الحقلية بنسبة 98% من الاحتياجات المحلية من التقاوى.
وقال تقرير وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى، الذى حصل لـ"اليوم السابع "، على نسخه منه إنه فى مجال انتاج تقاوى محاصيل الخضر فقد تبنت وزارة الزراعة وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عام 2020 إطلاق البرنامج القومى لانتاج تقاوى الخضر حيث يستهدف البرنامج زيادة قدرة مصر على توفير بذور الخضروات محلياً بدلاً من الاستيراد لأكثر من 95 % من بذور محاصيل الخضر، وتخفيفاً من الأعباء على المزارع وذلك بإتاحتها بأسعار مناسبه مع الحد من الاستيراد من الخارج توفيراً للنقد الأجنبى.
وأضاف تقرير وزارة الزراعة، أنه تم استنباط وتسجيل عدد 23 صنفا وهجينا لعدد (8) محاصيل خضر (الطماطم – الفلفل – الباذنجان – البطيخ – الكنتالوب – البسلة – الفاصوليا – اللوبيا ) وجارى الانتهاء من تسجيل هجين خيار وهجين فلفل جديد، كما يتم التفاوض حالياً مع بعض الشركات التى لها تاريخ فى مجال انتاج بذور الخضر للحصول على الأصناف المتأقلمة مع البيئة المصرية وذلك لتوفيرها للمزارعين من خلال أسلوب الشراكة.
يأتى ذلك بينما يتابع الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية عددا من المواقع التى تقوم بزراعة عددا من أصناف المحاصيل بغرض إنتاج تقاوى الخضر ضمن البرنامج القومى لإنتاج تقاوى الخضر فى 10 محاصيل هى الطماطم – البسلة – الفاصوليا – الكوسة – الخيار- الكانتلوب – الفلفل – لوبيا – البطيخ – الباذنجان والتى يتم زراعتها فى الصوب التابعة للإدارة العامة للزراعة المحمية، كما يتابع موقع على مبارك للزراعة المحمية الموجود فى مراقبة الانطلاق للتنمية ومساحته 100 فدان التابع للإدارة العامة للزراعة المحمية، منها مساحة 30 فدان صوب و20 فدان برتقال صيفى و10 فدان يوسفى موركيت اسبانى و 10 فدان ليمون و10 فدان مانجو و 20 فدان فول سوداني.
وقال رئيس البحوث الزراعية، إن الفكر الحديث فى الإدارة يعتمد على دمج بين القطاع الخاص والحكومى لصالح أهداف الدولة، وبما يمكن من تحديث منظومة القطاع الزراعى لتحقيق الاستفادة القصوى من الإنتاج الزراعى وتحقيق خطة الدولة من إنتاج تقاوى الخضر المحلية لزيادة إنتاجية هذه المحاصيل والحد من إستنزاف العملات الصعبة فى إستيرادها من الخارج، وتعميم إنتاج أصناف من الخضر تكون أكثر تحملا للظروف البيئية غير المواتية ومنها الملوحة وحساسية الأمراض.
كان سليمان"، التقى مع عدد من الشركات الخاصة بحضور الدكتور عادل عبدالعظيم وكيل المركز للإنتاج ومسئولى معهد البساتين، والدكتور حاتم أبراهيم رئيس الإدارة المركزية لإنتاج التقاوى والدكتور وهبة الجزار رئيس البرنامج الوطنى للتقاوى والدكتور أحمد حلمى رئيس قسم تربية الخضر بمعهد البساتين، والدكتور محمد أبوالفتوح رئيس برنامج تقاوى الكنتالوب والدكتور أيمن عبدربه رئيس برنامج تقاوى الخيار، والدكتور سليمان عمران رئيس برنامج تقاوى البطيخ .
وقام عدد من أساتذة تربية المحاصيل البستانية، لتقييم تجربة الأصناف الجديدة التى تم إنتاجها ضمن البرنامج لتوضيح الميزة النسبية لها من ناحية الإنتاجية والحجم والطعم والشكل وتفوقه على نظيره من الأصناف المستوردة، مشيرا إلى أن مصر تستورد تقاوى خضر بقيمة تقترب من مليارى جنيه سنويا وهو ما يضفى أهمية للبرنامج فى الإعتماد على البرنامج فى توفير هذه التقاوى بنسبة مقبولة تكون إضافة للناتج القومى الزراعي.
وأكد رئيس مركز البحوث الزراعية أنه يجرى حاليا تسجيل عدد من أصناف الكنتالوب والبطيخ وفقا لضوابط التسجيل تمهيدا للتوسع فى توفيرها للمنتجين الزراعيين خلال السنوات القادمة، مشيرا إلى أن محاصيل الخضر لها ميزة نسبية فى سرعة العائد على المزارع وتساهم فى زيادة الصادرات الزراعية إلى الخارج من أهم هذه المحاصيل وخاصة الفلفل والبسلة والفاصوليا والكنتالوب والفلفل والخيار والباذنجان.
وكشف "سليمان" أهمية المنافسة بين مختلف المعاهد المعنية بإنتاج التقاوى لمختلف المحاصيل البستانية والحقلية لتحقيق الإستفادة القصوى للقطاع الزراعي، والفلاح المصري، موضحا أن الفلاح يحب أن يكون النبات زى الحصان يتميز بصفات الجمال والانتاجية وجودة المواصفة التى تحقق له أعلى عائد والاستفادة من الإبداع العلمى والبحثى التطبيقى لتحقيق هذه الأهداف.
ولفت إلى أن البرنامج القومى لإنتاج تقاوى الخضر يقوم بتنفيذ أحد مسارات إنتاج هجن الخضر بالتعاون مع جهاز الخدمة الوطنية وتغير ثقافة العمل البحثى الزراعى للتحول من المنظومة الفردية إلى منظومة العمل الجماعي، وهو ما يجرى تطبيقه حاليا تجنبا لأخطاء تمت على مدار عقود ماضية، مشيرا إلى أن الفكر البحثى الجماعى يساهم فى تطوير البحوث العلمية التطبيقية خاصة فى ظل ميزة إنتاج تقاوى الخضر وهى تحقيق المكسب السريع فى مدة قليلة.
وشدد رئيس مركز البحوث الزراعية على إنه لن يتم تسجيل أى اصناف تخالف المواصفات المعتمدة حتى لو أن جهة التسجيل المعاهد البحثية التابعة للمركز، مشيدا ببرنامج إنتاج هجن البطيخ المصرى لأول مرة بمزايا كبيرة فى الإنتاجية تصل بإنتاجية الفدان إلى 50 طنا للفدان، بالإضافة إلى الإستعداد لإجراءات تسجيل أصناف جديدة من الطماطم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة