فى ظهر يوم الخميس 3 فبراير، مثل هذا اليوم، عام 1966 أعلنت النيابة إحالة 43 متهما فى قضية «التنظيم السرى لجماعة الإخوان» بزعامة سيد قطب، إلى محكمة أمن الدولة، وذلك بعد تحقيقات بدأت بتلقى النيابة بلاغا يوم 3 أكتوبر 1965 من الشرطة الجنائية، بأن جماعة الإخوان المنحلة قامت بإعادة نفسها فى تنظيم مسلح بغرض القيام باغتيال المسؤولين، وتدمير المنشآت الحيوية بالبلاد، حسبما ذكرت جريدة الأهرام التى نشرت تحقيقات النيابة وقرار الاتهام على ثلاثة أيام بدأت فى يوم 4 فبراير 1966.
وبلغ عدد البلاغات التى تلقتها النيابة 13 بلاغا، كان آخرها يوم 20 ديسمبر 1965، ووفقا لقرار الاتهام المنشور فى «الأهرام»، طالبت النيابة بإعدام 7 متهمين على رأسهم سيد قطب، وضمت قائمة المتهمين زينب الغزالى وحميدة قطب «شقيقة سيد قطب»، ومحمد يوسف هواش، وعبدالفتاح عبده إسماعيل، وكان محمد بديع «آخر مرشد للجماعة» ضمن المتهمين، وكان وقتها معيدا فى كلية الطب البيطرى، وكذلك محمود عزت «القائم بأعمال المرشد والمقبوض عليه يوم 28 أغسطس 2020» وكان طالبا فى كلية الطب.
وحدد قرار الاتهام أول سبعة فى القائمة من قيادات للتنظيم وهم: «سيد قطب ومحمد يوسف هواش، وعلى عشماوى، وعبدالفتاح عبده إسماعيل، وأحمد عبدالمجيد عبدالسميع، وصبرى عرفة إبراهيم الكومى، ومجدى عبدالعزيز متولى»، وكشف قرار الاتهام كيف كان يتم تجنيد الأعضاء إلى التنظيم، فمن اعترافات بعض أعضاء قياداته تبين أنه كان مشكلا فى مجموعات سرية، كل منها تسمى «أسرة» تتكون من عدد معين من الأعضاء لهم مسؤول، ولا تتصل هذه الأسر ببعضها إلا عن طريق مسؤوليها، وأنه كان يبحث سلوك العضو قبل مفاتحته فى الانضمام للتنظيم، فإن تبين صلاحيته للتجنيد يطلب منه دراسة منهج دينى معين خلال فترة اختبار يتبين فيها مدى استعداده وصلاحيته، فإذا اطمأنوا إليه يعرض عليه الانضمام للتنظيم باعتبار أنه يضم «الأمة المؤمنة وسط المجتمع الجاهلى القائم»، وعقب موافقته يصبح عضوا فى التنظيم، ويعهد به إلى أحد مسؤولى الأسر ثم يدرب على القيام برحلات لمسافات طويلة، وعلى الرياضة البدنية ثم المصارعة فاستعمال الأسلحة والمفرقعات، فى نفس الوقت الذى يلتزمون فيه بمنهج دراسى يتضمن مجموعة معينة من الكتب، أهمها مؤلفات المتهم الأول سيد قطب وخاصة كتاب «معالم فى الطريق» بعد صدوره.
وكشفت التحقيقات عن حجم المفرقعات والأسلحة والذخيرة التى كانت بحوزة التنظيم لاستخدامها فى مخططاتهم الإرهابية، حيث تم ضبط 100 زجاجة مولوتوف لدى المتهم الثالث عشر ممدوح درويش الديرى، مليئة بسائل أسود حارق وثبت من تقرير خبير المفرقعات أنه يمكن استخدامها فى عمل حرائق على نطاق واسع ومن شأنها إحداث الاضطراب والإخلال بالأمن العام، كما ضبط لديه عدد 113 أنبوبة زجاجية، بداخلها بارود أسود وورق بلاستيك ملىء بحامض الكبريتيك، الذى يشعل مادة البارود ويتسبب فى تفجير زجاجات مولوتوف.
وضبط فى مخبأ بمسكن المتهم السادس عشر محمد عبدالمعطى إبراهيم الجزار، مجموعة من المفرقعات والأسلحة، ثبت من تقرير خبير المفرقعات أنها عبارة عن قنابل إيطالية، وقنابل يدوية دفاعية وقوالب «ت.ن.ت»، وأصابع جلتجنايت ومفجرات كهربائية، ومفجرات طرفية وبرطمانات معبأة بمادة صفراء شديدة الانفجار، لا تقل شدتها وحساسيتها عن مادة «ت.ن.ت» بكل منها إصبع من مادة مفرقع البلاستيك 808، وأن جميع هذه المفرقعات مما يستخدم فى القتل والنسف وتدمير المنشآت والكبارى والخزانات وخطوط السكك الحديدية ومحطات الكهرباء، كما ضبطت لديه أيضا مجموعة من الأسلحة ثبت لدى خبراء فحص السلاح أنها عبارة عن مدافع رشاشة صالحة للاستعمال، ومجموعة مسدسات من ماركات مختلفة، وجميعها صالحة للاستعمال، وعدد 1332 طلقة تستعمل كذخائر لتلك الأسلحة جميعا، وعدد 33 خنجرا.
وذكرت التحقيقات أن التنظيم اتخذ من مسكن المتهم التاسع والعشرين مرسى مصطفى مرسى فى إمبابة مقرا للتدريب للأعضاء فى القاهرة على المصارعة، واستخدام الأسلحة النارية والقنابل اليدوية والمتفجرات، وقام بتدريبهم المتهمان الثالث على عشماوى، والخامس أحمد عبدالمجيد الشاذلى، وتم ضبط عقد إيجار هذه الشقة، كما تم ضبط قطعة أثاث بها مخبأ سرى كانت تخفى فيه الأسلحة، واستخدمت الشقة فى الغرض الذى استؤجرت من أجله فأودعت بها بعض الأسلحة، وتدرب فيها بعض أعضاء التنظيم السرى على المصارعة، وعلى استخدام السلاح، كما أودعت بها الكميات اللازمة لصنع المفرقعات.
وذكرت التحقيقات اعترافات سيد قطب، فماذا قال فيها؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة