"الحاوى" الذى استطاع أن يحفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ السينما والتليفزيون المصرى، وبموهبته الرائعة في التمثيل كان قادرا على تجسيد عشرات الشخصيات المختلفة منها القرداتى والسايس والضابط والقاتل والخائن والمعاق ذهنيا، إنه الفنان فاروق الفيشاوى، الذى تحل اليوم الذكرى الـ69 على ميلاده، والذى استطاع أن يستعمر قلوب الجمهور في كل دور قدمه خلال مسيرته الطويلة في الفن، حيث قدم ما يزيد عن 150 فيلم أشهرهم " قهوة المواردى، المشبوه، ديك البرابر، كشف المستور، امرأة هزت عرش مصر"، وقدم إلى عالم الدراما حوالى 70 عملا تليفزيونيا من بينهم" في بيتنا رجل، على الزيبق، قاتل بلا أجر، أهل الهوى"، بالإضافة إلى مشاركته في عدد من المسرحيات منها "ولاد ريا وسكينة، الأيدى الناعمة".
وكما كان الفيشاوى ناجحا في تقديم أدوراه بجدارة، كانت كذلك علاقته بنجله "أحمد الفيشاوى"، حيث ظهر ذلك في كلام أحمد الفيشاوى دائما عن والده، بالإضافة إلى تحمل فاروق الفيشاوى العديد من أخطاء وسقطات نجله في حياته الشخصية، وظهرت علاقتهما المترابطة في أكثر من لقاء تلفزيونى، وفى إحدى اللقاءات التليفزيونية التي حل فيها النجم الراحل فاروق الفيشاوى ضيفا مع الإعلامية منى الشاذلى، تحدث عن علاقته بابنه، وكشف عن فرحة نجله عندما أعلن "الفيشاوى" بكل شجاعة عن مرضه بالسرطان خلال تكريمه بمهرجان الإسكندرية السينمائى في دورته الـ34، قائلا: "أحمد كان عارف إن عندى سرطان بس مكانش يعرف إنى هقول فى المهرجان، كان قاعد فى الصالة وفرح، فرح إن أنا بواجه واطمن عليا، وعمر نفس الشىء".
وأضاف "أصدقاء كتير جدا خافوا وأترعبوا لما عرفوا، وزارونى في البيت وهما بيترعشوا، لم قولت كلهم قالولى أيه اللى أنت عملته فينا ده، ده أحنا أصبنا بفزع، ده شيء عادى جدا يا جدع"، وتابع "شوفت وشوش الناس بس كنت واثق أنهم هيخلصوا من الأنزعاج وهيخلصوا من الخضة، وقد كان فعلا، لا أنا مش بس توقفت عند اعلان المرض، أنا توقفت عن شيء مهم جدا، إن أنا هحارب، ولأن أنا مش بس مصاب بالمرض أنا مصاب بحب الناس".