تمر اليوم الذكرى الـ13 على رحيل الكاتب والناقد الكبير رجاء النقاش، والذى فارق الحياة الأدبية والثقافية فى 8 فبراير عام 2008، عن عمر ناهز حينها 73 عاما، بعد صراع مع السرطان، تاركا خلفه العديد من الأعمال الفكرية والحوارات الصحفية المهمة، لعل أشهرها حواره مع الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ.
ووُلد النقاش بإحدى قرى محافظة الدقهلية فى 3 سبتمبر 1934 كما ذكر فى كتاباته، ويُرجع النقاش الفضل الأكبر فى تكوينه الفكرى لوالدته والتى كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب، ولكنها نجحت فى تربيته هو وأخوته ليكون أحد كبار الصحفيين والنقاد.
ينتمى النقاش إلى أسرة ضمت مثقفين بارزين فكان أخوه الراحل وحيد النقاش مترجما وناقدا، وأخوه فكرى النقاش مؤلفا مسرحيا، وتولت أخته الناقدة فريدة النقاش رئاسة تحرير مجلة أدب ونقد لنحو عشرين عاما، ثم أصبحت منذ نهاية 2006 رئيسة تحرير صحيفة "الأهالى" لسان حال حزب التجمع اليسارى.
بدأ النقاش مسيرته الصحفية بعد تخرجه فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة من خلال بوابة "روز اليوسف" فى أوآخر الخمسينيات، واستمر عمله بالصحافة إلى أن رأس تحرير عدد من المجلات أبرزها: الكواكب والإذاعة والتلفزيون.
وساهم النقاش فى اكتشاف عدد من المواهب الأدبية مثل الشاعر الفلسطينى محمود درويش والروائى السودانى الطيب صالح، ورافق كذلك الأديب العالمى نجيب محفوظ لفترة كبيرة أسهمت فى خروج كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" والذى سرد فيه محفوظ أبرز محطات ومواقف حياته وذلك من خلال تسجيلات صوتية زادت عن خمسين ساعة، عمل النقاش على صياغتها وخروجها للقراء فى صورة أشبه بالمذكرات.
يتميز أسلوب النقاش بالسهل الممتنع فى تقديم أفكاره، ويظهر ذلك واضحا فى كتاباته، ومن بين كتب النقاش المميزة كتابه "تأملات فى الإنسان" الذى صدرت طبعته الأولى فى 1963.
ومن أبرز مظاهر تكريمه عن مسيرته الكبيرة، تم منحه جائزة الدولة التقدرية عام 2000 ودرع المجلس الأعلى للثقافة، واختارته مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية التابع لنادى دبى للصحافة الاستإذ رجاء النقاش شخصية العام 2004 العالمية وكرم فى يناير 2007 فى حفل بنقابة الصحفيين بالقاهرة حيث نال درع النقابة ودرع مؤسسة "دار الهلال" ودرع حزب التجمع.
ومن أبرز محطات رجاء النقاش المهنية، كان تكليفه من مركز الأهرام للترجمة بأن يجرى أحاديث مع الأديب الكبير نجيب محفوظ ويتم نشرها كصفحات من مذكراته، ووافق النقاش على ألفكرة وتحمس لها، واستغرقت ما يقارب سنتين مع الحوارات المتصلة مع أديب نوبل، ونشرت تلك الحوارات بعنوان "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة