قال السفير الصينى بالقاهرة، لياو ليتشيانج حول المكالمة الهاتفية بين الرئيس الصينى شى جين بينج والمصرى عبد الفتاح السيسى، إن الرئيسين يبذلان جهودا كبيرة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأضاف فى مؤتمر صحفى صباح الاثنين، أن المكالمة دارات حول 3 نقاط أولها أن "مصر نموذجا"، وأكد الرئيس الصينى أن مصر أول دول عربية وإفريقية تكون لها علاقات دبلوماسية ، والقاهرة نموذجا للعلاقات حيث أنها صديقا وشريكا استراتيجيا ولها دورا دبلوماسيا محوريا.
ومن جانبه، أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى عن تهنئته لمئوية تأسيس الحزب الشيوعى الصينى، مؤكدا على الترابط بين البلدين والصداقة والشراكة.
ولفت السفير إلى الروابط التاريخية بين البلدين منذ 1956 عندما أقامت مصر علاقات دبلوماسية مع الصين، لتشجع بذلك العديد من الدول على أن تحذو بحذوها.
وقال إنه فى 2014 ، وقعت الدولتان على الاتفاقية الاستراتيجية الكاملة، ليتم تعزيز التعاون والشراكة على مدار السنوات التالية، مشيرا إلى أن الرئيسين المصرى والصينى التقيا 9 مرات لتتكون بينهما صداقة شخصية.
وأضاف أنه بقيادة وتخطيط شخصى من قبل الرئيسين الصينى والمصرى، هناك الكثير من المشاريع الكبرى التى تعمل عليها الصين فى مصر، مثل مشاريع بناء المدن والسكك الحديدية، ومدينة العلمين الجديدة فضلا عن مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030.
وقال إن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتى تضم منطقة"تيدا" الصناعية، شاركت فيها 96 شركة صينية، يعمل بها حوالى 4000 مصرى ، فضلا عن شركات أخرى فى المنطقة وفى المشاريع الكبرى الأخرى.
وأكد أن الرئيس الصينى يدعم المشاريع فى مصر وعلى استعداد لتعزيز هذه المشاريع للارتقاء بالعلاقات الاستراتيجية الشاملة بين البلدين لمستوى أعلى.
وقال إن الكلمة الافتتاحية الثانية فى المكالمة الهاتفية هى "التضامن من أجل مكافحة الجائحة"، موضحا أن الرئيسين المصرى والصينى تحدثا عن التعاون بين البلدين. وأشار إلى أن الرئيس السيسى كان أول الرؤساء الذين يقدمون دعما للصين، وبالمثل كانت الصين أول دولة تشارك مع القاهرة خبرة مواجهة الوباء.
وأشار إلى أن الشركات الصينية فى مصر أجرت المراحل الأخيرة من التجارب السريرية بالتعاون مع مصر وكانت البلاد من أوائل الدول التى تلقت جرعات اللقاح.
وأكد أن الجانب الصينى عازم على الوفاء بوعد الرئيس الصينى شى جين بينج بتوفير اللقاحات للمصريين.
ووصلت اللقاحات الصينية فى يوم 22 فبراير إلى القاهرة، وأوضح السفير أنه كان هناك مع وزيرة الصحة لاستقبالها.
وقررت الحكومة الصينية تقديم الدفعة الثانية للقاحات الثانية لمصر، لمساعدتها على التغلب على الجائحة، حيث تحرص الصين على دعم مصر.
وأشار إلى أن الكلمة المفتاحية الثالثة هى "الدعم المتبادل"، حيث تدعم مصر الصين فى جهودها ويدعم الجانب الصينى الجهود المصرية ، وتحرص الصين على توطيد العلاقات السياسية وتثبيت الدعم المتبادل وتعزيز التبادل والتعاون فى المحافل الدولية لضمان العدل والإنصاف وتعددية الأطراف.
وأكد الرئيس السيسى أن مصر تدعم الجهود الصينية لحماية سيادتها وأمنها واستقلالها وعدم تدخل الدول الأخرى فى الشئون الداخلية للبلاد.
وقال إن العلاقات يمكن أن تتخلص فى مفهوم "الدعم"، وفى 1956 عند إعلان مصر استرجاع قناة السويس، أكد الجانب الصينى الدعم للخطوات المصرية. وفى 1963، قام زعيم صينى بزيارة إفريقيا وكانت مصر أولى المحطات. وفى 1996 أقامت الدولتان علاقات استراتيجية. وأكد أن الصين تدعم دائما جهود مصر وهذا يؤكد على الدعم المتبادل بين البلدين.
وقال السفير ردا على سؤال حول خطط التعاون بين الصين ومصر فى المرحلة المقبلة فى مكافحة كورونا، إن الرئيسين اتفقا على تعزيز التعاون ووصلت الدفعة الأولى من اللقاحات فى 22 فبراير وقريبا ستصل الدفعة الثانية تقدر بـ 300 ألف جرعة، موضحا أن الجانب الصينى يشجع الشركات الصينية لبيع اللقاحات التى تحتاجها مصر.
وأكد أن الصين لا تستخدم اللقاحات بأى دافع سياسى وإنما بدافع الصداقة والشراكة.
وقال إنه بدون التعاون بين الدول النامية لن تنتصر البشرية ضد الوباء، حيث أن سكان تلك الدول أكثر بكثير من الدول المتقدمة، وفى الصين وحدها يوجد عدد سكان كبيرة حيث يوجد مليار و400 مليون شخص، وتسعى الصين لتوفير اللقاحات لهم جميعا، ومع ذلك تسعى الصين لتقديم اللقاحات للدول الأخرى من أجل سلامة البشرية.
وأوضح أن الصين تتعاون مع منظمة الصحة العالمية لدعم جهود مكافحة الوباء. وقررت الصين إلى تقدم 10 مليون جرعة لقاح كدفعة أولى للدول النامية، وأيضا قررت الانضمام إلى فريق دولى لـ"أصدقاء اللقاحات"، لتقديم اللقاحات الصينية إلى الدول المحتاجة له.
وقال إن الصين ستقدم اللقاحات إلى 53 دولة نامية، كما تصدر اللقاحات إلى 27 دولة لتنفيذ وعد الرئيس الصينى لتقديم اللقاحات الصينية ، وتوظف الصين مزاياها المتمثلة فى السلاسل الانتاجية والقدرة على تصنيع اللقاحات لدعم الشعوب.
وقال إن الصين ستهدى اللقاح إلى 19 دولة إفريقية، موضحا أن التعاون الصينى العربى قائم كذلك بالتعاون مع دول مثل مصر والإمارات والبحرين والمغرب من حيث تطوير اللقاحات وأيضا يتبادل الجانب الصينى والعربى الدعم والتعاون، وفى يوم 17 فبراير، عند حضور وزير الخارجية الصينى المؤتمر الوزارى لمجلس الأمن للأمم المتحدة، أكد أن الجانب الصينى عاكف على التعاون الدولى ليس لأهداف سياسية أو اقتصادية، وإنما جعل اللقاحات كمنتج شعبى متاح لجميع الشعوب فى العالم.
وتقدم السفير بالشكر للحكومة المصرية لتقديم اللقاحات الصينية إلى المواطنين الصينيين فى مصر. وقال إن السفارة الصينية بالقاهرة بدأت فى جمع المعلومات عن المواطنين الراغبين فى الحصول على اللقاح.
وأضاف السفير الصينى حول الوضع فى إقليم شينشانج إن السلطات الصينية تعمل على مكافحة التطرف والإرهاب بما يتفق مع قواعد الأمم المتحدة، قائلا إنه لم تشهد المنطقة أى عمل إرهابى على مدار 4 سنوات.
وقال إنه فى الفترة من 2010 إلى 2018، زاد معدل السكان بنسبة 2.55 مليون نسمة، أى بمعدل 24%.
وقال إن بعض الدول تستخدم حقوق الإنسان كذريعة للتدخل فى الشئون الداخلية، مشيرا إلى أن مصر تعرضت لمثل هذه الحجج رغم نجاحها بعد يونيو 2013 فى رفع مستوى المعيشة وتعزيز حقوق الإنسان فى البلاد.
وتحدث السفير عن انتصار الصين الشامل فى مكافحة الفقر ، واصفا الإنجاز بالمهم للغاية للشعب الصينى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة