أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، الأمسية التاسعة من سلسلة أمسيات مبادرة "علاقات ثقافية"، والتى تم خلالها الاحتفاء بالعلاقات المصرية البرتغالية، بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، برئاسة الدكتورة سعاد شوقى، والتى أدارها الدكتور هشام عزمى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، بمشاركة السفيرة مانويلا فرانكو، سفيرة البرتغال بالقاهرة، والسفير عادل الألفى، سفير مصر بالبرتغال، وممثل وزارة الخارجية المصرية.
جانب من الأمسية
وقال الدكتور هشام عزمى، نحن نبدأ اليوم بالأمسية التاسعة ضمن سلسلة أمسيات مبادرة علاقات ثقافية، ولقد شهدت هذه القاعة ثمان ندوات ثرية عقدت خلال الشهور الماضية، بدأت باحتفالية المكسيك وتلتها احتفالية الصين ثم احتفالية كولومبيا واحتفالية إسبانيا، واحتفالية روسيا، واحتفالية إندونيسيا، واحتفالية اليونان، وأخيرًا احتفالية البحرين، وظنى أن كل ندوة من تلك الندوات قد ألقت الضوء على جانب أو أكثر من العلاقات الثقافية التى تربط بين مصر وهذه الدول، التى ربما لم تكن معروفة للبعض أو أنها أبرزت تفاصيلها وأهميتها وتأثيرها على العلاقات بين الدولتين على أقل تقدير، وتم إعداد مجموعة من اللقاءات الثقافية مع عدد من الدول الصديقة، ستنعقد تباعاً اعتبارا من هذا الأسبوع.
جانب من الحضور
وتابع الدكتور هشام عزمى، متناولًا العلاقات المصرية البرتغالية : مصر حريصة على علاقتها بالبرتغال خاصة العلاقات الثقافية والتجارية والسياحية، ويوجد الكثير من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وتوجت هذه العلاقات بزيارة لفخامة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى عام 2017، ثم زيارة مماثلة للرئيس البرتغالى إلى مصر عام 2018، كما أن اللغة البرتغالية تحتل الآن مكانة متميزة فى تدريس اللغات بكليات الألسن فى مصر، مثل كلية الألسن بجامعة أسوان، وكلية الألسن بجامعة عين شمس.
جانب من الحضور
ومن جانبها قالت السفيرة مانويلا فرانكو، التى عبرت عن سعادتها بتواجدها فى المجلس الأعلى للثقافة، للمشاركة فى هذه الفعالية، التى تؤكد عمق العلاقات الثقافية البرتغالية المصرية، وأشارت إلى أهمية تعميق العلاقات المتبادلة بين بلادها مع مصر، والتواصل المستمر بين الشعبين الصديقين البرتغالى والمصرى، ومواصلة تبادل التعاون المشترك فى جميع المجالات ومن أهمها المجال الثقافى.
وأكدت عمق العلاقات الثنائية بين الجانبين البرتغالى والمصرى، وعلى أن الجانب البرتغالى دائما يحفز على عمق العلاقات البرتغالية المصرية، حيث تربطهما علاقات تاريخية وطيدة وطويلة قبل القرن الثامن عشر، كما أن علاقات البرتغال مع مصر أثرت على اللغة، حيث أن كثير من المفردات فى اللغة متشابهة لدرجة أن حوالى أكثر من 900 كلمة فى اللغة البرتغالية هى من اللغة العربية، وهذا يدل على تأثير الثقافات المختلفة وامتزاجها معاً وتأثير اللغة والثقافات المختلفة وتأثير العلوم، وأيضاً استقطاب علماء من كثير من الدول انصهروا جميعاً فى بوتقة واحدة لتشكيل النسيج فى المجتمع البرتغالى.
وقالت السفيرة مانويلا فرانكو، إن البرتغال هى أقدم دولة فى أوربا لها حدود محددة، فترسيم الحدود فى البرتغال يعد أقدم دولة فى أوربا، وبالنسبة للعلاقات مع مصر تاريخياً كان فى البداية هناك نوع من التنافس مع مصر" البرتغال من ناحية والإمبراطورية العثمانية من الناحية الأخرى" ، ولكن من بداية التمثيل الدبلوماسى فى مصر كان فى الإسكندرية عام 1888، وبداية العلاقات الدبلوماسية عام 1942، وأول سفير للبرتغال فى القاهرة عام 1952، ربما أن الفترة الوحيدة التى يشهدها البعض على الافتراق هى فترة الحروب فى الستينيات ثم عادت مرة أخرى عام 1974، والبرتغال حريصة على علاقتها بمصر وتعزيز العلاقات، وأكدت على أنها تتطلع إلى تطبيق المزيد من التعاون وتطبيق أواصر الصداقة بين البرتغال ومصر.
وجاءت مشاركة السفير المصرى عادل الألفي، عبر فيديو مسجل، قال فيه : إن العلاقات المصرية البرتغالية تقوم على تعزيز العمل المشترك والتعاون فى كافة المجالات، حيث يوجد العديد من المجالات المشتركة بين البلدين، وجاءت زيارة فخامة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى للبرتغال بعد أكثر من 24 عام لأخر زيارة رئاسية، وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، جاء دور الثقافة والتعاون الثقافى بين البلدين للتجانس بين شعوب البلدين خاصة فى مجال الإعلام والسياحة والآثار ومجال المعارض وباقى المجالات المختلفة.
كما أوضح أنه تم توقيع العديد من مذكرات التعاون فى المجالات المختلفة ومنها اللغة لتعزيز التعاون بين البلدين، فالآن يتم تعليم اللغة البرتغالية فى الشرق الأوسط مثل كلية الألسن فى جامعة أسوان، وكلية الألسن فى جامعة عين شمس، وأشار إلى دراسة إمكانية دعم التعاون المشترك بين مدينة الإنتاج الإعلامى المصرية وبين البرتغال وذلك على الصعيد الفنى، وكذلك التعاون المصرى مع وزارة الثقافة البرتغالية لتقديم عروض عزف موسيقى مصرية، نالت إعجاب الشعب والجمهور البرتغالى، وجاءت زيارة الإمام الأكبر أحمد الطيب للبرتغال عام 2018 مع وفد رفيع المستوى لتؤكد دعم العلاقة ومدى الترابط بين البلدين ولتبادل الرؤى والأفكار لتعزيز العلاقات والتعاون المشترك.