انحسرت مساء امس السبت مظاهر التحركات الشعبية في لبنان والتي كانت قد اندلعت في وقت سابق من فترة الظهيرة احتجاجا على التدهور الشديد في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، في حين أغلقت العديد من مؤسسات الصرافة والأنشطة التجارية ومحال بيع المواد الغذائية أبوابها في وقت مبكر على وقع الانهيار السريع في سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي.
وكان العديد من المناطق اللبنانية قد شهد مسيرات ووقفات احتجاجية تنديدا بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، كما لجأ المتظاهرون إلى إغلاق الشوارع والطرق الرئيسية والأوتوسترادات مستخدمين العوائق والإطارات المطاطية بعد إضرام النيران بها، إلى جانب اندلاع مناوشات محدودة في وسط العاصمة بيروت بالقرب من مقر مجلس النواب بين أعداد من المتظاهرين والقوى الأمنية المكلفة بتأمين وحراسة البرلمان.
وندد المشاركون في التحركات الشعبية الاحتجاجية بالغلاء المعيشي الكبير على وقع التراجع المستمر في سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار، والذي تجاوز 12 ألف ليرة للدولار الواحد في السوق الموازية (السوداء).. مشيرين إلى أن هذا التدهور في سعر العملة الوطنية يرتب أعباء معيشية كبيرة، في مقدمها ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الضرورية.
وأكد المشاركون في التحركات الاحتجاجية أن غضبتهم الشعبية ستستمر في مواجهة السلطة السياسية، مُحملين إياها تبعات الانهيار المالي والاقتصادي والنقدي وسوء الخدمات الأساسية، ومعربين عن رفضهم للسياسات القائمة في لبنان لا سيما على المستوى الاقتصادي.
وقالوا إن نقمتهم تتجاوز انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية إلى أمور أخرى أساسية، في المقدمة منها أزمة الكهرباء المتفاقمة واضطرارهم إلى الاعتماد على اشتراكات في مولدات كهربائية خاصة يملكها أشخاص آخرون لتعويض عجز الكهرباء، والشُح في الوقود في عدد من المناطق وقيام المحطات بتحديد كميات البنزين المباعة لكل سيارة ومركبة فضلا عن عدم التزام عدد من محطات الوقود بأسعار البيع المحددة من قبل الدولة.
من جانبها، أغلقت العديد من محال بيع المواد الغذائية والـ "سوبر ماركت" وكذلك أنشطة اقتصادية متنوعة أبوابها بعد ظهر اليوم بصورة مفاجئة وقبل مواعيد الإغلاق الرسمية والتي تتراوح ما بين الـ8 والـ10 مساء، حيث برر التجار وأصحاب المحال هذا الأمر في ضوء "الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار" على حد تعبير الكثيرين منهم.
وأبدى العديد من أصحاب المحال والأنشطة التجارية الذين بدأوا في إغلاق محالهم ابتداء من الـ4 عصرا، خشيتهم من تفاقم التراجع في سعر صرف الليرة مقابل الدولار على نحو من شأنه أن يرتب خسائر كبيرة عليهم في ضوء أسعار بيع البضائع والمنتجات لجمهور المستهلكين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة