تمراليوم، الذكرى الـ 129 على ميلاد فنان الشعب، الموسيقار الكبير سيد درويش، إذ ولد فى الإسكندرية فى 17 مارس عام 1892، وهو مجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية فى مصر والوطن العربى، بدأ ينشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازى والشيخ حسن الأزهرى.
ولعل ما يشتهر به فنان الشعب الراحل، أن لكل لحن قصة ومناسبة ولكل مناسبة أثرها العميق فى نفس الشيخ سيد درويش المرهفة الحساسة، فكل أغنية كانت لها واقعة أثرت فى نفسيته وروحه، فلحن وغنى عددا من الأغانى الرائعة التى لا تزال صامدة رغم مرور الزمن حتى اليوم.
وبحسب كتاب "مراجعات فى الآداب والفنون" للأديب الراحل عباس محمود العقاد، فإن سيد درويش يعرف بأنه وضع كل دور من أدواره فى حادثة من حوادث غرامه، فلم يخل من فضل للحب عليه فى إذكاء قريحته وتهذيب فنه وإغرامه بصناعته، وكأنه طُبِعَ على حب التجديد وسلامة الذوق، فكانت نفسه تعَافُ لوازم المغنين التى طفقوا زمانًا يرددونها فى جميع الأغانى والأناشيد ﮐ "يا ليل ويا عين" وما شَابه ذلك مما هو فى الغناء كوصف الطلول والنياق فى الشعر والأدب، وقد عدل عنها بتة فى أدواره الأخيرة، ونبذ التكرير الذى لا معنى له فلا تسمعه منه إلا فى «أسطوانات» يؤخذ فيها بملء صفحاتها الأربع، وقد لا تحتاج مادتها إلى أكثر من صفحتين أو ثلاث، ولما اشتهر أمره فى الإسكندرية نصح له بعض عارفيه بالانتقال إلى القاهرة؛ فانتقل إليها وعُرِف فيها فضله، وبدأ صناعة التلحين المسرحى الجديد فى اللغة العربية، فبذَّ كل منافس، وجاءت له فى هذه الصناعة آيات بارعات تشهد له بجودة الفهم ودقة الذوق وخصوبة الخيال، ومازال يتفرد فى تلحين الروايات المختلفة حتى عُرِضَ عليه أربعمائة جنيه فى تلحين رواية قبل موته بشهور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة