فى أقل من شهر واحد، تبدل حظ حاكم نيويورك "أندرو كومو"، وبعد أن كان الحاكم المفضل لكثير من الأمريكيين، نظرا لاستجابته الصارمة لوباء كورونا، حتى أن البعض دعاه للترشح للرئاسة، طاردته اتهامات الفشل فى إدارة الأزمة، بعدما تبين أن مكتبه عمل على إخفاء الأعداد الحقيقية للوفيات فى دور الرعاية، ولكن أزمة جديدة تتعلق بالتحرش الجنسى طرقت أبوابه، وسرعان ما اكتسبت زخما تدخل على أثرها الرئيس الأمريكى، ورئيسة مجلس النواب.
قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكى، إن الرئيس جو بايدن يدعم "تحقيقات مستقلة" لاتهامات التحرش الجنسي الموجهة ضد حاكم نيويورك "أندرو كومو"، الأسبوع الماضي، من قِبَل مساعدتين سابقتين.
بينما قالت رئيس مجلس النواب الأمريكي "نانسى بيلوسى"، إن اتهامات التحرش الجنسى ضد كومو ذات مصداقية. مضيفة، فى بيان حصلت عليه فوكس نيوز، أن السيدتين اللتين وجهتا اتهامات خطيرة وذات مصداقية ضد كومو تستحقان أن يتم سماعهما، وأن يتم التعامل معهما بكرامة، مشيرة إلى أن التحقيق المستقل يجب أن يكون عملية قانونية وتحترم جميع المعنيين بالأمر.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، إن حاكم ولاية نيويورك الديمقراطى "أندرو كومو" قد اعترف لأول مرة الأحد، بأن بعضا من سلوكه تجاه النساء ربما كان متبلد الشعور أو شخصيا أكثر من اللازم، وأشار إلى أنه سيتعاون مع التحقيق فى تورطه اتهامه بالتحرش الجنسى الذى يقوم به وزير العدل فى الولاية.
وفى بيان أصدره كومو، فى ظل الانتقادات المتصاعدة له من داخل حزبه، أصر على أنه لم يقم أبدا بلمس غير مناسب أو يفرض نفسه على أحد، لكنه قال إنه ضايق بعض الناس بشأن حياتهم الشخصية فى محاولة للمزاح.
وقال كومو إنه يفهم الآن أن ما قام به ربما كان غير مراعٍ للشعور أو شخصيا للغاية، وأن بعضا من تعليقاته، نظرا للمنصب الذى يشغله، جعل آخرين يشعرون بشكل ما لم يكن يقصده على الإطلاق. واعترف بأن بعضا مما قاله تمت إساءة تفسيره على أنه تقرب غير مرغوب فيه، ولأى شخص شعر بذلك، وأنه آسف للغاية حقا بشأن هذا.
وتقول وكالة أسوشيتدبرس، إن كومو، الذى يعد واحدا من أبرز حكام الولايات فى أمريكا، يواجه التحدى الآخر له خلال فترة توليه فى المنصب، بعد مزاعم تحرشه بامرأتين على الأقل عملتا معه. ولا يساند الديمقراطيون فى نيويورك وحول البلاد كومو، الأمر الذي جعله معزولا بشكل متزايد من حلفائه التقليديين.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قد كشفت أن مساعدة سابقة ثانية لأندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك، اتهمته بالتحرش الجنسى، قائلة، إنه سألها أسئلة حول حياتها الجنسية، وما إذا كانت أحادية فى علاقاتها وما إذا كانت قد مارست الجنس مع رجال أكبر سنا.
وقالت المساعدة شارلوت بينيت، التى كانت تعمل كمساعدة تنفيذية ومستشارة للسياسة الصحية فى إدارة كومو حتى مغادرتها فى نوفمبر، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن الحاكم قد ضايقها فى أواخر الربيع الماضى، فى ذروة معركة الولاية ضد فيروس كورونا.
وقالت بينيت، 25 سنة، إن الحادث الأكثر إثارة للقلق حدث في 5 يونيو، عندما كانت بمفردها مع كومو في مكتبه في الكابيتول. وفي سلسلة من المقابلات هذا الأسبوع، قالت، إن الحاكم سألها العديد من الأسئلة حول حياتها الشخصية، بما في ذلك ما إذا كانت تعتقد أن العمر يحدث فرقًا في العلاقات الرومانسية، وقال إنه منفتح على العلاقات مع النساء في العشرينات من العمر – وهى التعليقات التى فُسرت على أنها مبادرات واضحة لعلاقة جنسية.
ومن جانبه، قال كومو فى تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه يعتقد أنه كان يعمل كموجه وأنه "لم يبادر بأي خطوة تجاه بينيت، ولم أنوِ التصرف بأي طريقة غير مناسبة". وقال إنه طلب مراجعة مستقلة للأمر، وطلب من سكان نيويورك انتظار النتائج "قبل إصدار أي أحكام".
وقالت بينيت، إنه خلال لقاء يونيو، اشتكى لها الحاكم، البالغ من العمر 63 عامًا، من الشعور بالوحدة أثناء الوباء، مشيرًا، إلى أنه "لا يمكنه حتى معانقة أى شخص" قبل أن يحول التركيز إلى بينيت، حيث سألها، "من عانقت آخر مرة؟".
وأوضحت بينيت، أنها حاولت مراوغة السؤال من خلال الرد بأنها تفتقد معانقة والديها.
وأكدت بينيت، أن كومو لم يحاول قط لمسها، لكن الرسالة بأكملها كانت واضحة بالنسبة لها: لقد فهمت أن الحاكم أراد أبعد من ذلك، وشعرت بعدم الارتياح والخوف بشكل فظيع، وكنت أتساءل كيف سأتملص منه وافترضت أنه نهاية عملي".
وأشارت بينيت، إلى إنها كشفت عما حدث مع كومو لرئيسة موظفيه ، جيل ديسروسيرز، بعد أقل من أسبوع وتم نقلها إلى وظيفة أخرى، كمستشار للسياسة الصحية، بمكتب على الجانب الآخر من مبنى الكابيتول، بعد ذلك بوقت قصير.
وقالت بينيت، إنها قدمت أيضًا بيانًا مطولًا إلى المستشارة الخاصة للحاكم "جوديث موجول" في نهاية شهر يونيو.
وواجه، من ناحية أخرى، أندرو كومو، الذي أشيد به باعتباره ملك استجابة فيروس كورونا فى الولايات المتحدة دعوات لإقالته من منصبه بعد ظهور مزاعم جديدة بأنه وكبار الموظفين قاموا بالتستر على مدى الوفيات الناجمة عن الفيروس في دور رعاية المسنين بالولاية.
وقالت صحيفة "نيويورك بوست"، إنها حصلت على تسجيل مسرب لكبيرة مساعدي الحاكم "ميليسا ديروسا"، تعترف للديمقراطيين في محادثات خاصة بأن الإدارة حجبت البيانات الحقيقية؛ لأنها تخشى أن تستخدم وزارة العدل الأرقام لتوجيه شكاوى للولاية بسوء السلوك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة