مع كل يوم وإشراقة الشمس تبدأ رحلتهم اليومية التى بدأت منذ سنوات للبحث عن قوت يومهم، ليصارعا الصعوبات التى تواجههما خلال اليوم بالعودة بالصيد الذى يمثل مصدر الدخل الوحيد لهما ولابنهما الوحيد الذى لا يتعدى عمره الـ 4 سنوات، يتكئ الرجل الستينى على زوجته التى لا تفارقه فى المنزل والعمل.
أثناء-رحلة-الصيد
هنا فى إحدى الجزر المتواجدة بقرية الحلة جنوب محافظة قنا سطرت أرض الجزيرة قصة كفاح لزوج وزوجته يعملان فى صيد الأسماك برفقة صغيرهم، ليضربا مثلًا فى التعاون والمثابرة والبحث عن الرزق الحلال، فمنذ سنوات كان يعمل الزوج فى صيد الأسماك ببحيرة ناصر واستطاعت زوجته أن تقف بجواره بعد كثرة الديون والعمل سويًا فى صيد الأسماك.
يستقل العم متولى حامد، 60 عاما، قاربه الصغير الذى يتواجد على شاطئ نهر النيل المجاور لمنزله برفقة زوجته أم محمد ليعد شباك الصيد وتبدأ الرحلة التى تستغرق إلى ما بعد الظهيرة وتستكمل الزوجة اليوم ببيع تلك الأسماك لأهالى القرية والاستفادة من الأسماك الأخرى فى عمل الفسيخ.
أثناء-رحلة-صيد-العم-متولي
قال متولى حامد، صياد من قرية الحلة، إنه بدأ العمل فى الصيد وراثة عن والده الذى علمه المهنة، ثم العمل فى بحيرة ناصر للعمل مدة 14 عاما بالصيد فى البحيرة، والعودة مرة أخرى إلى قريته لاستكمال مسيرة الصيد بعد وفاة والده وذلك منذ 30 عاما.
وأوضح حامد، أنه يقوم بإعداد الشبك منذ اليوم السابق فى فترة المغرب ومن ثم الخروج بعد صلاة الفجر برفقة زوجته وابنه الصغير محمد والبدء فى عملية الصيد، حيث تتولى زوجته مهمة التجديف ويقوم الزوج بجمع الشباك والأسماك منها، وتذهب فى نهاية اليوم لبيع الأسماك بالكيلو، ويتراوح الكيلو ما بين 15 و20 جنيهًا.
وأكد متولى حامد، أنه لا توجد صعوبات تواجهه أثناء الصيد، حيث اعتاد على رؤية التماسيح أثناء العمل فى بحيرة ناصر وأصبح أمر معتاد رؤية الورن النيلي، ولكن زوجته تخشى تلك الأنواع وتشعر بالخوف عند رؤيتها الورن، وفى فترة الشتاء لا تخرج زوجته معه لصعوبة الجو على الطفل الذى تظل فى رعايته بالمنزل حتى عودته.
العمل-متولي-حامد
" مش هعلم المهنة لابني" بهذه الكلمات تابع متولى حامد، حديثه عن الصيد وعن رفضه تعليم المهنة لابنه وذلك لصعوبة المهنة وعدم انتظامه، ويفضل أن يكمل طفله تعليمه ويعمل فى مجال آخر بعيدًا عن الأسماك والصيد حتى لا يذوق ما تعرض له الأب، مضيفًا أن طريقة الصيد تعتمد على الشباك والصنار وغزل يستخدم فى صيد الأسماك الكبيرة.
وأشارت زوجة متولي، إلى أن بدأت مساعدة زوجها منذ عودته إلى القرية بعد العمل فى بحيرة ناصر، حيث استطاعت تسديد ديون زوجها التى تراكمت عليه من أعمال الصيد واستقر برفقة ابنه فى المنزل المجاور للجزيرة وللصيد، حيث تجوب القرية لبيع السمك الكبير الذى تتحصل عليه وتمليح الأسماك الصغيرة.
العم-متولي-أثناء-الصيد
العم-متولي-وزوجته
العم-متولي-وزوجته-وابنه
العم-متولي-وطفله