عندما يخبرونك بأن اليوم هو عيد الأم وأنه فى الوقت نفسه هو اليوم العالمى للشعر، فلن تجد أى غرابة فى ذلك، فالأمهات قصائد ودواوين شعرية، وهذا التناسب بين اليومين توافق حقيقى يليق بالأمهات ويليق بالشعر أيضا.
بالطبع جميعنا نرى أن أمهاتنا عظيمات، وجميعنا يملك أدلته الخاصة على ذلك، وبعيدا عن الأدلة فإن الأمهات عظيمات فعلا، هكذا خلقهن الله سبحانه وتعالى، وبث فى أرواحهن ما نعجز عن تخيله من الرؤية والتحمل والمحبة وتجاوز الذات.
الأمومة شعور، لذا قد نجده لدى الأب، وقد نجده لدى الأخت، وقد نجده لدى الزوجة أيضا، وقد نجده لدى إنسان فى الشارع لن نلتقيه سوى مرة واحدة، وهو شعور مرتبط بالحب وبالرغبة فى المساعدة.
وبمناسبة الشعر وعيد الأم، أتذكر عندما كنا ندرس فى الابتدائية قصيدة جميلة كانت مقررة علينا للشاعر الإمارتى مانع سعيد العتيبة وكانت كلماتها تقول:
أمى نداء محبة/ بل ان كل الحب أم
أمى نداء محبة/ بل ان كل الحب أم
أمى عطاء زاخر/ فى فيضه بحر خضم
ضحت لأجلى بالهنا/ وتحملت عنى الألم
لم تنتظر منى الجزاء/ وهذه أسمى الشيم
أماه يرعاك الذى/ خلق البرية من عدم
هذه القصيدة حفظناها ورددناها أمام الأمهات اللواتى كن يبتسمن خجلا، ونحن ننشدها لهن من أمام عتبة البيوت القديمة، يبتسمن لأن أبناءهن يحفظن الكلمات الجميلة، ويرسلونها إليهن فتخفف بعض الشيء من قسوة الأيام ومرارة الدنيا.