نشاهد، اليوم، صورة عالمية يمكن أن نضع لها عنوانا هو "المراقبة" التقطتها المصورة نعومى روز، فى أستراليا، وهى رؤية متبادلة بين طائر وأناس على قارب.
عن نفسى أرى هذه الصورة من سؤال "من يراقب من؟" فعلى المركبة يحتشد أشخاص لا نعرف على وجه التحديد إن كانوا سياحا أو باحثين علميين، يراقبون طائرا مستقرا على سطح الماء.
لو كانوا باحثين فهم حتما يعرفون نوعه ويتوقعون تصرفاته، ويوثقون ما يستجد بالنسبة إليهم من سلوك أو تفاعل، ولو كانوا سياحا فربما هم يشاهدون الطائر لأول مرة، وبالطبع لا يعرفون عنه الكثير وتنتابهم مشاعر مختلفة بين الاقتراب منه والوقوف بعيدا عنه.
بالطبع علينا ألا نستقر لهذه الزاوية، فلدينا الطائر نفسه يراقب الذين على المركب وينظر إليهم بتوجس واضح، ويستغرب وجودهم فى هذا المكان، فلو كانوا باحثين علميين فهو لا يطمئن لجديتهم، ولو كانوا سائحين فهو لا يطمئن لنزقهم وسلوكياتهم العشوائية.
ولكن المختلف أن الكاميرا التقطت الصورة من زاوية الطائر فهى تنظر من عينه إلى ركاب القارب، هو الذى يراهم بالفعل، يراقب حركاتهم وينتظر بيقظة تبدو فى لمعان عينيه أى تصرف مفاجئ منهم كى يفر بعيدا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة