تواجه حركة النهضة فى تونس محنة مزدوجة، فهى فى مرمى السخط الشعبى بعد أن فشلت فى تحقيق مطالب التونسيين، وهى الجاثمة على كرسى الحكم منذ 2011، ورئيس الحركة والبرلمان راشد الغنوشى، يواجه امتحاناً عسيراً أمام عدد من الكتل البرلمانية والنواب، الذين طالبوا بتنحيته من رئاسة البرلمان.
وهناك العديد من الكتب والدراسات التى تناولت سيرة الجماعة التابعة لأفكار جماعة الإخوان الإرهابية.
النهضة
ورد الكتاب فى خمسة محاور، اهتم الأول برصد المسار العام للحركة الإرهابية فى تونس، من جماعة دعوية فى بداية سبعينيات القرن الماضى إلى "حزب" فى الحكم بعد الثورة، وركز الفصل الثانى على "تحولات النهضة ما بعد "منحة" الثورة"، أما الفصل الثالث فقد اهتم فيه الباحث بالتعرض إلى زلزال سقوط حكم الإخوان فى مصر وتداعياته على حركات الإسلام السياسى وخاصة النهضة التى أربكها ما حصل فى مصر وفرض عليها –بعد ضغط داخلى – مغادرة الحكم "مكرهة" ومتنازلة عن "شرعية" انتخابية طالما "تغنت بها"، الفصل الرابع رصد لحدود القطيعة والتواصل مع جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر، أما الفصل الخامس والأخير فورد تحت عنوان "جدل المؤتمر العاشر.. حركة النهضة إلى أين؟".
من الجماعة إلى الحزب السياسى
هذا الكتاب الذى قدمه المنشق عن حركة النهضة عبد الحميد الجلاصى، هو نموذج آخر من النقد الداخلى، أو هو رواية أخرى ومن زاوية مختلفة، وما هى الأخطاء والمآزق التى وقعت فيها، حتى انتهت تجربة الانتقال الديمقراطى إلى خلق واقع مأزوم، يتعرض لنقد القوى التى تطلعت للتغيير والحرية والكرامة.
يلخص الجلاصى رؤيته لأزمة المشهد الحزبى والممارسة السياسية بتونس فى ثلاث أعطاب جوهرية: عطب أخلاقى، ويعتبر من أخطر الأعطاب، ويقصد به التحلل من التعاقدات المبرمة مع الجمهور الناخب واعتبار الدولة مجالا للترضيات، وعطب ثقافي، يتمثل فى قتل الطموح وتوشيه التنافس وتعطيل مجال الارتقاء الحزبى وسد أبواب التداول داخل الأحزاب والتنكب عن مقتضيات التعايش والبحث عن المشتركات بين الأحزاب، ثم عطب المضمون السياسي، ويتمثل فى نظر الجلاصى فى غياب الرؤى والمشاريع طويلة المدى، وضحالة الفهم للواقع وسطحية البرامج والاختيارات لتغييره.
"تدرجات راشد الغنوشى وأهم انحرافاته"
كتاب لسليمان الخراشى يؤكد أن فكر سيد قطب كان يحتل المكان الأعلى فى نظر أبناء الحركة الإسلامية فى تونس خلال سنوات التكوين الأولى، واستشهد الكتاب القول (كان المصدر الرئيسى لثقافة الجماعة، بل إن الغنُّوشى نفسه يعترف بهذا الارتباط بجماعة الإخوان المسلمين من البداية قائلاً: (كنا ننظر لسيد قطب، البنا، المودودى، بأن هؤلاء شيوخنا، لأنهم حملوا اللواء لواء الإصلاح الإسلامي، ولكن ما الذى يجعلنا نحترم رموز الموروث الدينى الموجودين فى بلادنا).
تاريخ التكفير فى تونس
وفى كتاب للأديب التونسى الشهير شكرى المبخوت، بعنوان "تاريخ التكفير فى تونس أبناء بورقيبة" يعدد جرائم الغنوشى، موضحا أنه لعل "التورط فى أعمال إرهابية"، أهم النقاط السوداء فى ملف راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة الإخوانية، الذى يمثل حاليا رئيس البرلمان التونسى، والذى واجه من قبل تهما فى محاكماته أهمها حرق عدة مراكز تعليمية، وخطف مسئولين فى تونس، ورغم التهم الموجهة ضده، عاد رئيس النهضة للمشهد من خلال الاحتجاجات والنشاط السياسى بعد عام 1985.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة