يحتفظ كل منا بأشياء قد تربطه بالماضى، سواء تذكار أو مفكرة يسجل بها أحداث مهمة في حياته، وتبقى تلك المقتنيات عزيزة على صاحبها لما تحمله من ذكريات جميلة عاشها، لدرجة أنه من الممكن أن يحتفظ بها في خزينته أو دولابه الخاص، وهذا ما فعلته الفنانة سامية جمال، التي تمر اليوم ذكرى ميلادها، إذ ولدت في مثل هذا اليوم 5 مارس من عام 1924م، حيث احتفظت بمذكراتها أو خواطرها التي سجلتها في دولاب خاص بها، ولكن السؤال أين ذهبت تلك الخواطر؟.
كتاب "نساء الملك فاروق" للكاتب أشرف توفيق، ذكر أن الكاتب الصحفى محمد وجدى كتب ذات مرة في ذكرياته التي نشرها في مجلة "كلام الناس" خلال حديثه عن سامية جمال: "ورغم صداقتنا ـ يقصد بينه وبين الفنانة سامية جمال ــ كانت تصر على الصمت والاعتذار عن كتابة مذكراتها، وعندما كانت في أمريكا خلال فترة إقامتها سجلت خواطر، ولأنها تجهل القراءة والكتابة فقد طلبت سكرتيرة تجيد اللغة العربية وقامت بإملاء صفحات من خواطرها بعنوان "زوجى العزيز"، وتحدثت عن الرجال الذين عرفتهم في حياتها ولكنها بعد عودتها احتفظت بهذه الخواطر في دولابها الخاص ورفضت نشرها ورغم أن السكرتيرة سربت اسم 17 شخصية عرفتهم سامية جمال، إلا أنه لم يكن بينها فاروق ولا بليغ حمدى ولا رشدى أباظة وإذا كان من الممكن أن يفهم سبب عدم ذكر الأخرين لأنها لم تكن عرفتهم بعد، فإن عدم ذكر فاروق يعنى أنها لم يكن بينها وبينه علاقة واضحة محددة.
وأوضح كتاب "نساء الملك فاروق"، أما هذه المذكرات الخاصة فإن ابن اختها جلال سعيد يقول عنها: إنه قبل وفاتها بثلاثة أعوام انفجرت ماسورة مياه في عمارة ليبون التي تسكنها سامية ويسكنها عدد من الفنانين المشاهير.. وغرقت شقة سامية جمال في مخلفات المجارى ووصلت المياه ـ للأسف ـ إلى دولاب صغير كانت تحتفظ فيه بكل أوراقها وصورها على امتداد رحلتها الفنية وضاعت ثروة فنية من المذكرات والصور في المياه الآسنة، وبكت يومها سامية جمال واعتبرت ما حدث فالاً سيئًا لأنه مسح كل تاريخها .