يعد كتاب "صباح الخير.. على مدار 12 شهراً" للفيلسوف الهندى "أوشو" واحدا من الكتب المهم التى تترك تأثيرا مباشرا على الذات، والكتاب يحاول الإجابة عن أسئلة منها كيف ننتصر على الأنا؟ كيف نستعمل مفاتيح المحبة؟ كيف نمتلك الوعى المتنور؟ كيف نحيا بتناغم مع الوجود؟ كيف نصل إلى النعمة؟
ومما يقوله الكتاب:
على الإنسان أن يفرغ كليَّاً، عند ذلك فقط يُخلق فضاء لينزل فيه الله، ونحن ممتلئون بالنفايات، فكؤوسنا مترعة، لا يمكنها أن تستوعب حتى نقطة أخرى، علينا أن نفرغ الكأس تماماً.
فى اللحظة التى تكون فيها مفرغاً تماماً ولا ترى داخلك أى شيء، فجأةً يصبح كل شىء منيراً، وفجأةً تتفتَّح آلاف الأزهار فى كيانك، وتصبح ممتلئاً بالشذا والموسيقى، موسيقى لم تسمعها من قبل، شذاً ليس أرضيَّاً، وأنت حرٌّ فى هذه التجربة، متحرِّر من الحياة، متحرِّر من الموت، متحرِّر من الزمن نفسه. تصبح جزءاً من تدفق للوجود الأزلى، ولكن على المرء أن يختفى بالكامل كى يصبح الله موجوداً.
ويقول الكتاب:
ما لم يكتشف المرء نفسه يظلُّ مجرد وسيلة، وفى اللحظة التى يكتشف نفسه فيها يجد الغاية، إن ما يحيط بكيانك هو وسيلة: الجسد، العقل، القلب، استخدمهم جميعاً لتصل إلى الركن الأعمق، إلى المركز الأعمق - وتلكم هى الغاية، فعبر العثور عليها يجد المرء كل ما يحتاج، وبمعرفتها يعرف كل شيء، وببلوغها يصل الإنسان إلى الله.
الحياة دائماً متجدِّدة، والعقل قديم، ولا تكون الحياة قديمة أبداً، ولا يكون العقل متجدِّداً أبداً، لذا لا يلتقيان، ولا يمكنهما ذلك. العقل يتحرَّك إلى الوراء، والحياة إلى الأمام، لذلك فأولئك الذين يحاولون أن يعيشوا بعقولهم فقط إنَّما يقومون ببساطة بأمر جدُّ غبى، وعندما يأتى اليوم الذى يعون فيه ما فعلوا لأنفسهم لن يصدِّقوا كم كانوا أغبياء، ومضحكين وسخفاء.
ويقول الكتاب:
لا يمكن أن نعى الحياة إلا عبر حالة اللاعقل، تلك ماهية التأمُّل: أن تضع العقل جانباً، كائن بلا أفكار، فقط كائن، صامت - لا وجود حتى لكلمة تدور فى الذهن، لا حركة الكل خواء هادئ، ساكن. من ثم وفجأة تصبح على صلة مع الحياة عندها تعى عذوبتها الهائلة، عذوبتها المتحرِّرة. هذا هو الله، هذه هى النيرفانا. أن تعيش الحياة بكليتها، وأن تعى الحياة بعذوبتها المطلقة يعنى أن تكون ممتلئاً بالنشوة، وبالسلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة