يعد أرسطو أبرز فلاسفة اليونان، وتمر، اليوم، ذكرى رحيله، إذ رحل فى 7 مارس عام 322 ق.م، وهو فيلسوف يونانى وتلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر، ويعد أحد أهم الشخصيات العلمية على الإطلاق فى التاريخ، ويعده الباحثون مؤسس علم المنطق والعلوم السياسية والأخلاق والزراعة.
وللفيلسوف اليونانى القديم أرسطو، العديد من المؤلفات فى العلوم والبلاغة والموسيقى والأخلاقيات وعلم الاخلاق، كذلك كتب عن الأدب مثل الشعر والمسرح، من خلال كتابه الشهير "فن الشعر"، وكان أول طباعة للنص اليونانى لكتاب (فن الشعر) لأرسطو فى البندقية سنة 1508 وقد تمت هذه الطبعة على أساس مخطوط فى بارس.
وبحسب النقاد والباحثين فإن كتاب "فن الشعر" له الأثر الأكبر فى النقد الأدبى، لما احتواه من مبادئ التكوين الفنى، ومع أن هذا الكتاب يهتم بكثير من أشكال الإبداع الفنى بما فى ذلك الملهاة والملحمة والحوار وحتى الموسيقى والرقص، ويدقق أرسطو طبيعة فن المأساة آخذا أوديب ملكا ـ لمؤلفها سوفوكليس ـ نموذجا أساسيا، وكان أرسطو يعتقد أن المأساة تؤثر على المشاهد عن طريق إيقاظ عاطفتى الشفقة والخوف، ثم تنقيته وتطهيره منهما، وقد أطلق أرسطو على هذه العملية اسم "التطهير".
ووفقا لدراسة نشرتها مجلة "الفيصل: العدد 155" فإن كتاب "فن الشعر" يعد أهم وثيقة نقدية حصلنا عليها من تراث الإغريق، كذلك يعتبر أقدم وثائق النقد الأدبى التى كتبت خاصة بالموضوع ولم يأت فيها النقد هامشياً كما فى كتب أفلاطون التى جاء فيها نقد الشعر او الأدب عرضاً كما فى كتاب الجمهورية و القانون.
ويؤكد عبد الرحمن بدوى فى ترجمته وشرحه للكتاب، أن العرب لم يعرفوا هذه الفنون ولم يكن لها تمثيل فى بيئتهم المحيطة، لذا كانت شروح الفلاسفة محاولة للتقرب من روح الكتاب وأحيانا إسقاط أفكار هؤلاء الفلاسفة على الكتاب كما حدث مع إبن رشد بشكل واضح.
ووفقا لدراسة للباحثة لقاء موسى الساعدى، اعتقد كثير من الدارسين أن كتاب فن الشعر لأرسطو لم يكن له أثر يذكر فى النظرية النقدية والبلاغية فى الثقافة العربية، بينما أشار أخرون إلى غير ذلك ومن هذه الدراسات، دراسة معمقة قام بها الدكتور شكرى عياد، ونال عنها درجة الدكتوراه، بعنوان كتاب أرسطو فى الشعر، إذ قام الدكتور عياد بتحقيق الكتاب بترجمة متى بن يونس القنائى، وقدم ترجمة حديثة مع دراسة لتأثيره فى البلاغة العربية والنقد العربى، وقد أثبت الدكتور عياد فى تضاعيف كتابه أن النقد العربى حتى القرن الثالث كان نقداً جزئياً ذوقياً، ثم تطور نحو التعميم والتأصيل وبناء القواعد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة