" سلام على من يجوب السماء مع الصالحين مع الأتقياء، نداه الإله فلبى النداء، سلام على من حباه السلام فردوس ومسك الختام مع الأنبياء التقاة الكرام، سلام على من حباه الإله بموت كريم بطعم الحياة"، هكذا غنت الفنانة الكبيرة "أصالة" للشهداء الأبرار.
ونحن بصدد الاحتفال بـ"يوم الشهيد"، لن ننسى تضحيات وبطولات هؤلاء العظماء، الذين جادوا بأرواحهم، من أجل أن نعيش جميعًا بسلام وأمان، تركوا فلذات الأكباد والزوجات والأمهات، ورحلوا بسلام لحياة أفضل.
بواقع عملى ـ محررًا للشئون الأمنية ـ عاصرت وصادقت عددًا من رجال الأمن، أثناء فترة عملهم، وقفت على مدى إخلاص هؤلاء الأبطال في عملهم، وقضائهم ساعات طويلة بعيدًا عن الأهل والأبناء، يسهرون الليل، من أجل أن ننام جميعًا فى سلام وأمان، يداعب النوم جفون الأعين فلا تستسلم، يهاجمهم برودة الشتاء القاسى ليلًا فلا يبالون به، لا ترهقهم أشعة الشمس الحارقة في منتصف نهار الصيف، ولا تزعجهم رصاصات العدو، وهم يداهمون وكرًا إرهابيًا أو بؤرة إجرامية.
عاصرت كثيرًا منهم، وهم راضون ومؤمنون برسالتهم، فها هو اللواء مصطفى الخطيب مفتش الشرطة بكرداسة، يحمي المواطنين، ويحل المشاكل، ويتحرك بين الناس بحب، وعندما تندلع الأحداث المؤسفة بكرداسة، لا يهاب الموت، يتواجد في مسرح الأحداث، محاولًا السيطرة على الموقف، يستدرجه بعض العناصر المتطرفة لمسجد بالقرب من المركز بزعم انهاء الأمر، وعندما يدخل المسجد تستقبله رصاصة غدر، ليودع الحياة شهيدًا مبتسمًا.
وهذا العريس "أحمد جمال الفقي" الذي تزوج وترك عروسته قاصدًا سيناء، ليزفوه للجنة بعد زواجه بـ 6 أشهر، وها هو البطل ضياء فتوح يفكك قنبلة ألقاها إرهابيون بمحيط قسم الطالبية، لتنفجر به فيودع الحياة شهيدًا بعدما أنقذ حياة المئات من موت محقق.
وغيرهم الكثير والكثير، "منهم من قضى نحبة ومنهم من ينتظر"، سطروا بطولات عديدة، في كافة مواقع العمل، فاستحقوا التقدير، والاحتفاء في يوم عيدهم، فتحية لأرواحهم الطاهرة التي فاضت وهي تدافع عن هذا الوطن.