تعتبر الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية هي العمود الفقري لسبل العيش في اليمن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة هي أحد أذرع المنظمة الأممية تعمل في اليمن منذ التسعينات، ولديها 138 موظفا لتصل إجمالي مشروعاتها قيد التنفيذ بقيمة 149 مليونا و172 ألفا و767 دولارًا.
"اليوم السابع" أجرى حوارًا مع الدكتور حسين جادين الممثل المقيم لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالجمهورية اليمنية.
ما هي أهم البرامج التي تعمل بها المنظمة في اليمن؟
تعتبر الزراعة بما في ذلك الثروة السمكية والحيوانية هي العمود الفقري لسبل العيش اليمنية وأهم قطاع غير نفطي في الاقتصاد، وهي المصدر الرئيسي لدخل وتوظيف الأيدي العاملة بما فيها المرأة الريفية في اليمن.
بدأت منظمة الفاو عملها في اليمن منذ السبعينات ومنذ ذلك الحين، قدمت الدعم الكامل لمزارعي المحاصيل والثروة الحيوانية والرعاة والصيادين والمساهمة في تحسين الإنتاجية في البلاد.
وتعمل الفاو أيضًا مع الحكومة اليمنية في محاولة للوصول إلى الأهداف المحددة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويبلغ أجمالي الدعم للمشاريع الحالية للمنظمة قيد التنفيذ في اليمن بقيمة 149 مليون و172 ألف و767 دولار ، كما يبلغ عدد موظفي الفاو في اليمن 138 موظف منهم 115 موظف محلي و 23 موظف دولي. ولدى المنظمة خطة عمل متوسطة المدى تتركز في ثلاثة محاور رئيسية، وهي: الدعم الطارئ للأسر الريفية وشبه الحضرية الأكثر ضعفاً في المناطق المعرضة لخطر المجاعة) و دعم التعافي وسبل العيش الزراعية و الأغذية المستدامة وتحسين تنسيق آليات التخطيط والبرمجة ودعم الأمن الغذائي والتغذية في 22 محافظة يمنية .
ماهي التحديات التي تواجه عمل المنظمة الأممية في اليمن؟
من أهم التحديات هي تفاقم الصراع وانعدام الأمن، والتحديات اللوجستية التي تواجه تنفيذ المشاريع الزراعية، إضافة الى نقص التمويل المالي في الجانب الإنساني والتنموي. كما أدى انتشار جائحة كورونا إلى تعقيد هذه التحديات بإضافة أعباء إضافية من الصعوبات والقيود.
وكذلك ضعف القدرات للمؤسسات الحكومية بسبب التضارب مع مراكز صنع القرار المتعددة وتداخل المسؤوليات.
ماذا تقدم المنظمة للنازحين بسبب الصراع في اليمن؟
أستهدفت منظمة الفاو منذ العام 2015م مايقارب من 9 مليون شخص من خلال عدد من التدخلات لتعزيز قدرات الإنتاج الغذائي وتنويع الدخل وسبل العيش للأسر الضعيفة والنازحة من خلال توفير مدخلات وخدمات سبل العيش الزراعية الطارئة ومن أهم هذة التدخلات تزويد الأسر المتضررة بمدخلات إنتاجية طارئة للمحاصيل وتحسين إدارة مصايد الأسماك الصغيرة والتحويلات القائمة على النقد لإعادة تأهيل البنية التحتية الريفية وتحصين ومعالجة الثروة الحيوانية
ماذا أضافت جائحة كورونا للأزمات التي تعيشها اليمن؟
ظهرت كورونا في اليمن في مارس 2020م وتم تسجيل أو حالة إصابة بشكل رسمي في أبريل 2020م. وقد أثر انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء اليمن ، سلبًا على سلاسل الإمدادات الغذائية وتجارة المواد الغذائية ويساهم في الزيادات الحادة في أسعار المواد الغذائية. وفي يناير 2021 ، أبلغت اليمن عن 2436 حالة إصابة بـ كوفيد -19 مع 660 حالة وفاة. ومع ذلك ، تشير التقديرات إلى وجود نقص كبير في الإبلاغ عن حالات كوفيد -19. كما أعاق انتشار المرض وظائف السوق والخدمات اللوجستية في العديد من المناطق بسبب حظر التجوال وغيرها من تدابير الوقاية من المرض.
لم يؤثر الوباء على الأنشطة الاقتصادية المحلية فحسب ، بل على المجال الإنساني أيضًا. فقد أدت التحديات اللوجستية إلى تأخير في تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية وكون اليمن تستورد أكثر من 90% من احتياجاتها من الحبوب، فقد أدى استمرار إغلاق الحدود بسبب كوفيد -19 الى تعقيد إجراءات استيراد الغذاء كما تأثرت التحويلات النقدية من المغتربين، وأرتفعت أسعار السلع الغذاية زادت تكلفة الحد الأدنى لسلة الغذاء بأكثر من 20 ب% خلال عام 2020. وفي نفس الوقت، انخفض إجمالي دخل القطاع غير الرسمي بشكل كبير، كما فقدت العملة المحلية (الريال اليمني) قيمتها مقابل الدولار الأمريكي وتفاوتت قيمة العملة في الشمال والجنوب، مما أدى الى ارتفاع معانات ملايين اليمنيين الذين اصبحوا في وضح حرج ومعرضين لمخاطر المجاعة.
وما دور المنظمة لمواجهة ذلك؟
في أعقاب أزمة كورونا، تسعى منظمة الفاو مع بقية منظمات الأمم المتحدة إلى ضمان الاستمرارية في تقديم المساعدة الإنسانية الطارئة للفئات الضعيفة سواء في الجانب الزراعي أو الحيواني أو السمكي من خلال تقديم حزم المدخلات الزراعية والسمكية والأنشطة المدرة للدخل إضافة الى التحويلات النقدية وذلك لضمان عدم إعاقة برامج المنظمة في اليمن وتكييفها مع تأثير الجائحة.
مدى تأثير كوفيد-19 على الزراعة والعاملين بالقطاع الزراعي في اليمن؟
وجه أنتشار فيروس كورونا ضربة أخرى لأنظمة المعيشة الحالية وأهمها قطاع الزراعة بسبب الاضطرابات في سلسلة الإنتاج والتوريد و أظهرت دراسة أجرتها منظمة الأغذية والزراعة عام 2020م لرصد تأثير انتشار جائحة كوفيد-19 على النظم الإنتاجية الزراعية أن ضعف الوصول إلى الأسواق أدى إلى خسائر كبيرة في المنتجات الزراعية، حيث وجد عدد قليل فقط من المزارعين قنوات تسويق بديلة كما أثر انتشار فيروس كورونا بشكل سلبي على فرص كسب الدخل ومعدلات الأجور للعمالية الزراعية وغير الزراعية التي فقدت مصادر دخلها بشكل كبير جراء تأثر القطاع الزراعي.
مدى تأثير الجراد الصحراوي على اليمن وما خطة المنظمة في مواجهة ذلك؟
يتكاثر الجراد الصحراوي في الصحراء الداخلية الشرقية وعلى طول الساحل الجنوبي في محافظات الجوف ومأرب وشبوة وحضرموت والمهرة (مناطق التكاثر الصيفي) ومناطق التكاثر الممتدة على الساحل الغربي في حجة والحديدة (مناطق التكاثر الشتوي). وقد أصيب قطاع الزراعة، بالشلل بسبب الآثار المعقدة للنزوح وتفشي الأمراض وتلف الأصول الإنتاجية.
وتسببت الأمطار الغزيرة والأعاصير في عام 2018 في زيادة أعداد الجراد الصحراوي وكذا توافر الظروف الملائمة خلال الأعوام 2019 ، 2020م، مما تسبب في تفشي وانتشار آفة الجراد ويعتبر اليمن خطًا أماميًا لنشاط الجراد الصحراوي ونظرا لضعف قدرات الحكومة في جوانب المسح والمكافحة، من المتوقع أن يتسبب غزو الجراد في إتلاف المحاصيل والمراعي بشكل كبير، مما يؤدي إلى خسائر فادحة للمنتجين الزراعيين وتفاقم انعدام الأمن الغذائي في اليمن، ويضر بالاقتصاد المحلي في المناطق المتأثرة بذلك. تقدر الأضرار والخسائر المتوقعة للموسم الزراعي لعام 2020 بنحو 222 مليون دولار أمريكي.
ما أهم الإحصائيات الخاصة بالجوع في اليمن وخطة المنظمة لمواجهة ذلك؟
يعتبر التصنيف المرحلي المتكامل (IPC) من أهم طرق تحليل مستوى شدة انعدام الأمن الغذائي والتغذية ويعتمد على مصادر متعددة للمعلومات التي يشارك في جمعها وتحليلها منظمات مختلفة على المستويات العالمية والإقليمية لتطوير والحفاظ على أعلى جودة ممكنة في تحليل الأمن الغذائي والتغذية.
ويتزايد انتشار انعدام الأمن الغذائي الحاد في اليمن بشكل مثير للقلق بمرور الوقت على نطاق واسع. على الرغم من تصنيف 15.9 مليون شخص في حاجة إلى الغذاء والتغذية ومساعدات سبل العيش في يناير 2019 و انخفاض هذا التصنيف إلى 13.5 مليون شخص من أكتوبر إلى ديسمبر 2020 ، فمن المتوقع أن يزداد هذا العدد من جديد بين يناير ويونيو 2021 إلى 16.2 مليون شخص. وفي إطار تحليل وضع التغذية في اليمن، من المتوقع أن يعاني أكثر من 2,25 مليون حالة من الأطفال الذين تصل أعمارهم إلى 59 شهرا وأكثر من مليون حالة من الحوامل والمرضعات من سوء التغذية الحاد خلال العام 2021.
وتتفاقم أزمة الجوع في اليمن يوما بعد يوم بسبب اشتداد حدة الصراع وطول سنوات الحرب في بلد يعاني فيه 2 من بين كل 3 أشخاص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وواحد من بين كل 4 أشخاص من سوء التغذية، وواحد من بين كل 10 من السكان هو مهجر داخلياً، إضافة إلى النزاع الطويل، والتعرض الكبير لتأثيرات التغير المناخي وحالة الضبابية التي تحيط بانتشار جائحة كوفيد-19.
الى جانب خطة الإستجابة الإنسانية لمنظمة الفاو باليمن وخطتها متوسطة المدى التي تسعى الى تحسين سبل العيش الزراعية وتعزيز قدرات المجتمعات الريفية على مواجهة المخاطر، فقد تم اختيار اليمن كأحدى الدول الرئيسية لتنفيذ مبادرة يداً بيد، والتي بدأت بدعم إعداد استراتيجية وطنية للقطاع الزراعي وخطة استثمارية شاملة للقطاع الزراعي، كونها أصبحت أكثر التزاماً بإحداث زخم وخلق القدرات في البلاد لتحقيق نتائج طويلة الأمد.
ما هي أوجه التعاون بين الفاو ودول التعاون الخليجي فيما يتعلق بالأزمة اليمنية؟
تساهم الدول الخليجية فى معالجة آثار الأزمة اليمنية بشكل فعال، واستلمت الفاو خلال 2018-2020م حوالي خمسين مليون دولار امريكي من مختلف تلك الدول.
مدى التعاون بين وكالات الأمم المتحدة في اليمن؟
تعمل منظمة الفاو على تعزيز جوانب التعاون والتنسيق مع مختلف منظمات الأمم المتحدة في مختلف الأطر والمجالات من أجل تحسين آليات تقديم الدعم الإنساني بما في ذلك الإجتماعات الدورية عبر فريق الأمم المتحدة في اليمن وفريق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية والتي تساعد على تعزيز العمل كمؤسسة واحدة لضمان الفعالية والأثر للبرامج الإنسانية.
كما تعمل المنظمة مع منظمات الأمم المتحدة في تنفيذ برامج مشتركة بما في ذلك العمل مع برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الهجرة الدولية واليونيسيف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة العمل الدولية لتعزيز الترابط بين التنمية الإنسانية وبناء السلام ، وتنفيذ برامج مشتركة متوسطة وطويلة الأجل لدعم الأمن الغذائي والتغذية. ويشمل ذلك برامج بناء السلام ، والإدارة المتكاملة لموارد المياه مع التركيز على إدارة المياه الجوفية ، وبرنامج النقد مقابل العمل وتحسين سلاسل القيمة. وقد أسفرت هذه الشراكة عن نتائج إيجابية في معالجة البرامج الإنسانية والإنمائية واستعادة سبل العيش الزراعية.
ماذا عن مؤتمر تعهدات مساعدات اليمن للأمم المتحدة ؟
مؤتمر للمانحين لحشد الموارد وجمع التبرعات من أجل مواجهة الأزمة الإنسانية في اليمن مارس 2021م، بإستضافة السويد وسويسرا ، له أهمية قصوى في توفير الدعم اللازم لمواجهة مخاطر المجاعة والوضع الإنساني في اليمن. ففي العام 2020 تعهد مؤتمر المانحين بمبلغ 1,9 مليار دولار من أصل 3,4 مليار طلبتها الأمم المتحدة لتغطية احتياجات خطة الإستجابة الإنسانية.
وماهي التوقعات والمستهدف للمنظمة لهذا المؤتمر؟
تشارك منظمة الفاو الى جانب المنظمات الأخرى والحكومة اليمنية في عملية تحديد الإحتياجات الإنسانية عبر المسح الشامل للأمن الغذائي وسبل العيش والتغذية وتقود بالشراكة مع مجموعة الأمن الغذائي والزراعة والمنظمات الأخرى عملية التحليل المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والتغذية الذي يرتكز على تحليل بيانات تلك المسوحات إضافة الى العوامل الأخرى المساهمة في تحديد حدة انعدام الأمن الغذائي للسكان.
قامت منظمة الفاو في اليمن على ضوء ذلك بإعداد خطتها السنوية للأستجابة الإنسانية بميزانية قدرها 90 مليون دولار لإستهداف حوالي 4,7 مليون فرد من المتضررين من انعدام الأمن الغذائي. وتعمل الفاو جاهدة بالتنسيق مع المنظمات الأخرى للأمم المتحدة لمزيد من حشد الموارد من المانحين من خلال ايصال المعلومة الحقيقية للوضع في اليمن وحجم الاحتياجات الإنسانية على ضوء نتائج التحليل المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والتغذية في اليمن.