تشهد دار كريستيز للمزادات، بيع لوحة "امرأة تجلس بالقرب من النافذة" للفنان العالمى بابلو بيكاسو، والتى تمثل صورة لـ مارى تيريز عشيقة الفنان وإحدى ملهماته، وذلك يوم 11 مايو فى نيويورك، والسعر المتوقع للبيع هو 55 مليون دولار.
وقالت فانيسا فوسكو، الرئيسة المشاركة لمبيعات القرن العشرين، كان عام 1932 عامًا رائعًا بالنسبة لبيكاسو، كان يبلغ من العمر 50 عامًا، لقد كان بارعاً، مشهوراً، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ارت نيوز بيبر.
بيكاسو
وُلد بابلو بيكاسو عام 1881 بمدينة مالقة في جنوب إسبانيا لأسرة متوسطة الحال، وكان بابلو هو الطفل الأول فيها، كانت أمه تدعى ماريا بيكاسو (وهو الاسم الذي اشتهر به بابلو فيما بعد)، أما والده فهو الفنان خوسيه رويث الذي كان يعمل أستاذًا للرسم والتصوير في إحدى مدارس الرسم، كان أمينًا للمتحف المحلي، وتخصص في رسم الطيور والطبيعة، وكان أجداد رويث من الطبقة الأرستقراطية إلى حد ما.
أظهر الطفل بيكاسو شغفه ومهارته في الرسم منذ سن مبكرة، في السابعة من عمره تلقى تدريبًا رسميًا في الرسم والتصوير الزيتي على يد والده، وكان رويز فنانًا تقليديًا وأستاذًا أكاديميًا؛ ما جعله يعتقد أن التدريب المثالي يعتمد على النسخ المنضبط، ورسم أجساد بشرية من نماذج حية.
وفي عام 1891 انتقلت العائلة إلى لا كورونيا؛ حيث أصبح الأب أستاذًا بكلية الفنون الجميلة، ومكثوا هناك أربعة أعوام تقريبًا.
وفى عام 1895 تعرض بابلو لصدمة شديدة بعد وفاة شقيقته الصغرى ذات السبع سنوات بعد إصابتها بمرض الدفتيريا، وبعد وفاتها انتقلت العائلة مرة أخرى إلى برشلونة؛ حيث عمل الأب هناك أستاذًا بأكاديمية الفنون الجميلة، وبدأ بابلو بيكاسو في الازدهار من جديد وإن لم ينس حزنه وحنينه.
قام والده بتأجير حجرة صغيره له بجوار المنزل ليستطيع بيكاسو العمل فيها بمفرده، كما كان والده يقوم بزيارته عدة مرات في اليوم وتفحّص رسوماته، ومناقشته حول بعض الأمور أحيانًا.
بعدها قرر والده وعمه إرساله إلى أكاديمية مدريد الملكية في سان فيرناندو، وهي أهم أكاديمية للرسم في البلاد.
في السادسة عشرة من عمره بدأ بيكاسو في المكوث في المدينة على نفقته للمرة الأولى، إلا أنه وبعد تسجيله في الأكاديمية بدأ يكره النظام الرسمي في التعليم وشرع في ترك المحاضرات.
أُعجب خاصةً بأعمال الفنان إل جريكو، حيث الألوان اللافتة، والأطراف الممدودة، والملامح الغامضة، والتي تأثر بها بيكاسو وظهرت في أعماله فيما بعده.
رحل إلى باريس، عاصمة الفن في أوروبا، وهناك قابل للمرة الأولى صديقه الفرنسي الشاعر والصحفي ماكس جاكوب؛ والذي ساعد بيكاسو في تعلم اللغة الفرنسية والأدب الفرنسي.
في عام 1901 عاد بيكاسو للعيش مرة أخرى في مدريد؛ حيث قام هو وصديقه الفوضوىّ فرانشيسكو سولير بتأسيس مجلة “يانج آرت” والتي نشرت خمسة أعداد، كان سولير يكتب المقالات فيها بينما ساهم بيكاسو بالرسوم، وأغلبها كان الكاريكاتير الذي صوّر بيكاسو من خلاله معاناة الفقراء.