لا تنقطع منشوراتهم على فيس بوك، ولا تخل صفحاتهم من تكريمات وألقاب وجوائز شبه يومية، يشاركون في أحداث وهمية، ويتحدثون عن شخصيات لا وجود لها في الواقع، ليكون التكريم عبارة عن صورة على الصفحة الرئيسية أو درع "افتراضى"، وقد انتشرت وتضخمت هذه الظاهرة وباتت إدمان لدى البعض، لدرجة أننى أعرف شخصاً يحصل على تكريم كل 12 ساعة تقريباً، أي بمعدلات أكبر من تناول حبات دواء الضغط اليومية.
الحقيقة التي اكتشفتها أن العديد من أصحاب التكريمات الوهمية يستغلونها في أعمال نصب على المواطنين البسطاء ورواد السوشيال ميديا، وكل من ليس لهم خبرة في التعامل مع الوسط الصحفى والإعلامى، فالأمر ليس أكثر من مجموعة أخبار في مواقع مجهولة أو مدونات مغمورة تتحدث عن تكريم فلان الفلانى من الأمم المتحدة أو أي منظمة تحمل اسم غريب، وتوصيف لا نعلم عنه شيء، وبذلك يصبح الضحية مؤهل وجاهز لعملية نصب كاملة الأركان، فبعض هؤلاء اللصوص بارعون في إيهام زبائنهم بقدرتهم على توفير وظائف لهم أو خلق فرص عمل في المجالات الإعلامية، وفى هذا الاتجاه ما أكثر الكيانات الوهمية والكارنيهات المضروبة والبطاقات المزيفة.
بعض النصابين على السوشيال ميديا يضعون لأنفسهم ألقاباً عملية، ووظائف أكاديمية، وصفات تحتاج إلى عشرات الأبحاث والدراسات والجهود حتى يحصل الباحث عليها، مع العلم أن بعضهم لم يستكمل بعد مرحلة تعليمه الأساسى، وربما كل ما لديه من شهادات أنه يجيد القراءة والكتابة، وهذا يشكل خطورة كبيرة على المجتمع، ويحط من قدر الشهادات العلمية ويصيب الباحثين الذين يواصلون الليل بالنهار حتى يصلوا إلى درجاتهم العلمية بالإحباط واليأس.
عمليات النصب والاحتيال موجودة في كل مكان بالعالم، ولا ترتبط بما إذا كانت الدولة فقيرة أم غنية، متقدمة أم نامية، إلا أنها في مصر تأخذ أبعاداً متعددة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعى، حيث بات الفضاء الأزرق يضج بالمناصب والألقاب الوهمية، التي ما أنزل الله بها من سلطان ولا نعرف عنها شيء، ويحاول أصحابها إكساب أنفسهم صفات ووظائف لا أساس لها ولا قيمة، ولا تعبر إلا عن ضحالتهم وشعورهم بالدونية، وعدم القدرة على اقتحام مجالات العمل الحقيقية، ليظلوا فقط على الواقع الافتراضى، والفضاء الإلكترونى.
على كل رواد السوشيال ميديا بمختلف منصاتها أن يتفهموا محاولات النصب التي تتم، وادعاءات البعض بشغلهم وظائف معينة أو أدوار معينة أو تكريمات معينة لا أساس لها في الواقع، خاصة أن بعض البسطاء تنطلي عليهم مثل هذه الألاعيب، ويقعون في شرك النصب والاحتيال، وعلى الجهات المعنية أن تراجع وتحاسب منتحلى الصفة، خاصة أن هؤلاء يشكلون خطورة مباشرة على المجتمع، ويلعبون دوراً محورياً في أغلب عمليات النصب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة