مما لاشك فيه أن قطار تطوير العشوائيات يواصل مسيرته فى كل بقاع المحروسة لخلق حياة كريمة للمصريين، فلم تعد فكرة القضاء على العشوائيات فى مصر حيلة لتجميل الأداء الحكومى، أو فرقعة إعلامية تظهر وتختفى كما كان الحال فى العهود السابقة، بل تحولت إلى مشروع قومى تشحذ الدولة كافة أجهزتها مدعومة بالمليارات من خلال خطة قومية واستراتيجية مدروسة بإتقان لتحقيق حلم انتظرناه طويلا، ونموذجا على ذلك ما يحدث الآن فى ترعة المريوطية بالهرم من أعمال تطوير وتجميل، وتحويلها إلى ممشى وكورنيش سياحى عالمى يتناسب مع عظمة ما يتم من تطوير فى منطقة الأهرامات الأثرية ومنطقة سقارة وما يحدث فى المتحف الكبير بالرماية، لتكون بمثابة واجهة حضارية وسياحية عالمية.
فمن كان يتوقع، أن تتحول ترعة المريوطية وامتدادها التى يقرب الـ3 كيلو من الأمتار، إلى لوحة جمالية تسر الناظرين، وهى التى كانت خلال السنوات الماضية مقلب قمامة ومخلفات بناء، ويحاصرها تكتلات سكانية وعمرانية مخيفة، لكن وبعزيمة صادقة قدر لها الآن أن تصبح ممشى وكورنيش سياحى به استراحات للزائرين، وتزينها الأشجار ونباتات الزينة من كل جانب، وتعلوها إضاءات حديثة ذات طابع جمالى لم يتخيله أحد.
ومن كان يتخيل أن تتحول ترعة المريوطية وما بها من تكدسات مرورية وتعديات إلى مظهر حضارى بهذا الشكل، بعد تغطية جزء كبير منها، وتوفير مساحات بديلة لإنشاء مشروعات لفتح أبواب رزق للشباب، وإضاءة كوبرى الدائرى بها بإضاءة حديثة ملونة تطفو نوعا من البهجة للمارة السكان، والأهم تدبيشها لتتحول فى النهاية لكورنيش وممشى سياحى.
والجميل أيضا، مشاهد وحدات بيع المأكولات والمشروبات وعربات المثلجات الثابتة والمتحركة، ويتوسطها مقاعد ملونة وشاشات عرض للاستمتاع بالجلوس وسط الأشجار، ما يعكس حقا إصرار الدولة على تحويلها إلى منطقة سياحية محترمة، فقد طرحت أجهزة محافظة الجيزة هذه الأكشاك والوحدات للإيجار، لتعظيم الاستفادة من الممشى السياحى والحفاظ عليه كمعلم سياحى من جهة ومن جهة أخرى توفير فرص عمل للشباب، لتكون بمثابة فتحة خير لهم.
وما يزيد الأمر احتراما، أن القصة ليس قصة تطوير فقط، وإنما هناك إرادة للحفاظ على هذا المظهر الجمالى، والعمل لاستمرار النجاح لمشروعات الشباب، بل وغلق الباب أمام الفوضى أو عودة العشوائية من جديد لهذا المكان، لهذا فقد قررت المحافظة أيضا تشكيل لجنة للرقابة على الأسعار الخاصة بعربات المأكولات والمشروبات بالمشروع، بالإضافة إلى الرقابة على آلية إدارة المشروع.
وأخيرا.. فإن ما تفعله الدولة المصرية من أعمال تطوير لترعة المريوطية لنموذج حقيقى يؤكد سعيها الدؤوب للقضاء على مشكلة العشوائيات، التى تشكل أحد التحديات، إضافة إلى حرصها على رفع مستوى معيشة قاطنيها اجتماعيًا وبيئيًا واقتصاديًا،، وهذا ما تؤكده الأرقام التى تؤكد قطعا أن الدولة استطاعت أن تطور 80% من المناطق الخطرة فى مختلف المحافظات والعاصمة، لنرى مشاهد جمالية بدلا من مشاهد القبح مثلما حدث فى المريوطية، متمنين استمرار الدولة فى هذا المسار ليعود إلى مصر رونقها الجمالى من جديد..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة