يستعد العالم للاحتفال غدا 7 أبريل بيوم الصحة العالمى 2021، فى ظل جنى المصريين ثمار مبادرات الأمل، التى أحدثت تطورا ملحوظا فى القطاع الصحى، رغم ضراوة جائحة كورونا العالمية، فكم من مستشفيات جُهزت؟، وكم من مبادرات ساهمت فى علاج ملايين المرضى، وكم من بروتوكولات علاجية وطبية نفذت؟، وكم من مليارات خصصت؟.
فمن منا ينسى فضل وثمار مبادرة 100 مليون صحة والقضاء على فيروس سى، تلك المبادرة التى نجحت مصر من خلالها فى فحص أكثر من 50 مليون مواطن، والأهم شفاء ملايين المصريين من هذا الفيروس والوباء اللعين، الأمر الذى اعتبرته المنظمة الدولية إنجازا تاريخيا.
ومن ينكر أيضا نجاح الدولة المصرية فى إنهاء أزمة قوائم الانتظار، تلك الطامة التى كانت بمثابة كابوسا للمرضى الذين كان مقدرا لهم الانتظار شهور وسنوات، لتستطيع مصر إنهاء معاناة مئات الآلاف من المرضى، وتؤكد أن صحة المصريين أولوية رغم التحديات، إضافة إلى إعادة تأهيل البنية التحتية الصحية وتطويرها لتواكب التطور فى أداء الخدمة الصحية من خلال تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة.
ولم يقتصر الإنجاز فقط على إطلاق المبادرات الصحية، وإنما شمل تشييد المستشفيات وتطويرها، وتنفيذ بروتوكولات علاجية، وتدشين مراكز أبحاث، وإعداد كتائب من الأطقم الطبية، والعمل على توفير تدابير مالية كبيرة لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية، لنكون أمام احتياطى استراتيجى يمثل سابقة لم تحدث من قبل.
ورغم أزمة كورونا، وما تفعله فى العالم، تحرص مصر على "المشروع الحلم"، ألا وهو مشروع التأمين الصحى الشامل، لتعلن عزمها فى تغيير الخريطة الصحية بالكامل، فما بين التكفل بعلاج غير القادرين، وتدشين حزم متكاملة من الخدمات الطبية والعلاجية، وصولا لإتاحة حرية اختيار مقدمى الخدمة الصحية ليكون لكل مواطن ملف خاص لدى طبيب الأسرة، والتعاقد مع المستشفيات الخاصة بعد حصولها على شهادة الاعتماد والجودة، يتواصل العمل ليل نهار فى تطبيق المنظومة الجديدة، والتى بدأت ببورسعيد، وجار العمل على قدم وساق فى الأقصر والإسماعيلية، ليتحقق الحلم فى التطبيق بكافة محافظات المحروسة..
ويكتمل هذا العطاء والانتصار، بنجاح الدولة فى التعامل مع الجائحة منذ الموجة الأولى، حيث لم تبخل يوما على المصريين، فقد تم تخصيص مليارات من الجنيهات للتغلب على تداعيات الأزمة، وإصدرار القرارات والإجراءات غير عابئة بأية معوقات اقتصادية، إضافة إلى الحرص على توفير اللقاحات للمواطنين بالمجان، وفى نفس الوقت مازالت مراكز الأبحاث بالدولة المصرية تواصل العمل ليل نهار لتوفير لقاح مصرى، فلم تتدعى يوما بأن الظروف الاقتصادية صعبة، ولم تترقب المشهد مثلما تفعل بعض الدول، لكنها وبكل قوة وعلى لسان رئيسها، ترفع شعار "صحة المصريين أولا".
وأخيرا.. يجب علينا، ونحن نحتفل باليوم العالمى للصحة، أن نفخر بما تفعله الدولة المصرية من حركة تطوير شاملة لهذا القطاع المهم، وخاصة أننا نعلم جميعا أن هذا القطاع طالته يد الإهمال لعقود طويلة، وكلنا أمل فى مواصلة مبادرات الأمل للارتقاء بصحة المصريين، لأن ببساطة شديدة الارتقاء بصحة المواطن ركيزة أساسية لتقدم أية دولة، وهذا ما نتمنى حدوثه فى ظل هذه المجهودات المضنية ووسط هذه التحديات الجسام..