سلطت وكالة الأنباء الألمانية الضوء على جولة "اليوم السابع" مع عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، خلال شرحه لتفاصيل وأسرار المدينة المفقودة التى تم اكتشافها فى الأقصر، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث ذكرت وكالة الأنباء أن عالم الآثار البارز زاهى حواس يحمل قطعة أثرية أثناء حديثه مع أحد الصحفيين قبل المؤتمر الصحفى حول "المدينة المفقودة" المكتشفة حديثًا والتى يبلغ عمرها 3000 عام.
عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس مع أحمد منصور
وكشف عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس ورئيس البعثة المصرية التى اكتشفت أكبر مدينة سكنية وإدارية وصناعية فى غرب محافظة الأقصر، أسرار وتفاصيل جديدة عن اكتشاف المدينة المفقودة "إشراقة آتون"، التى تضم سلسلة من المنازل التى تؤكد أن البر الغربى كان به حياة وليس كله مدافن كما يقال، مؤكداً أن ذلك الكشف أسفر عن خروج أضخم وأكبر مدينة أثرية عثر عليها حتى الآن، وهى من عهد أعظم ملوك مصر وهو الملك أمنحتب الثالث، الذى حكم مصر من 1391 قبل الميلاد.
وقال الدكتور زاهى حواس لـ"اليوم السابع"، عن مفاجأة اكتشاف المدينة: "كشفنا جزءا بسيطا جداً من المدينة، وهو ما يؤكد أنها أكبر مدينة آثرية عثر عليها حتى الآن، وأسميتها بالمدينة الذهبية لأنها أقيمت بالعصر الذهبى لمصر وهو عصر أمنحتب الثالث، والمفقودة لأنها كان إسمها معروف ومسجل مع بعض الأمراء فى الوديان الغربية، ولم يكن يتوقع أي عالم آثار أنه ممكن أن تكتشف تلك المدينة، فقد كان مفاجأة كبيرة جداً بالنسبة لي لأنى كنت أبحث عن معابد ، وتلك المدينة تؤكد أن الحضارة المصرية ليست حضارة موت وليست حضارة بلا مدن وكان اسمها إشراقة قصور آتون، 3 قصور فى الناحية الجنوبية ومعبد أمنحتب الثالث والمدينة بالمنتصف".
وأضاف الدكتور زاهى حواس أن تلك المدينة كانت المسئولة عن إمداد القصور والمعابد بما يحتاجه من قرابين أو حياة داخل القصر، فبها أماكن مخصصة لتخزين اللحوم، فتوجد بها 5 أفران كاملة يوضع بها الفخار وتشعل النيران لطبخ اللحوم ويضع عليها الملح، ويوجد بها نص يتكلم عن اللحوم المجففة التي ذبحت فى حجرة شخص يدعى "خع" كان مدير القصر الملكى لأمنحتب الثالث وله مقبرة كشفت كاملة فى دير المدينة وموجودة بمتحف تورينو، وكتب داخل موقع اللحوم إسم الجزار وإناء كان بداخله 10.5 كيلو لحوم.
وأكد الدكتور زاهى حواس رئيس البعثة المصرية، أن المدينة جميعها بدأت فى عصر الملك أمنحتب الثالث واستمرت 37 سنة، والنصوص المعثور داخلها تؤكد أنه إحتفل 3 مرات بعيد "الحب ست" لإظهار قوته، فالأول بعد 30 سنة والثانى بعد 34 سنة والثالث بعد 37 سنة، والجديد داخلها أنها كلها سميت بإسم "آتون" وبداخلها مناظر لآتون وبداخل أحد المنازل مناظر لقرص الشمس، مما يؤكد أن أمنحتب الثالث كان يؤمن بعبادة آتون وليس إخناتون فقط، وقال: "أعتقد أن اخناتون هجر هذه المدينة وتوجه لتل العمارنة، وعندما عاد توت عنخ آمون باقى الكشف سيكشف تفاصيل جديدة، وكذلك قج يظهر الكشف إحتمال حكم نفرتيتي للبلاد من عدمه، وما خرج من آثار داخل المدينة حتى الآن أحجار كريمة وأحجار نصف كريمة وعقود ضخمة مميزة وصنارات صيد أسماك وسمكة كاملة عليها ذهب وتماثيل للملكة تي وتماثيل لآلهة مثل بس وحتحور إلهة الحب والجمال وتاؤورت إلهة الولادة، ومخزن كامل مليئ بالكنوز والفخار التى قد تكون قطع آثرية مهمة جداً داخل المتاحف المصرية، وجميع القطع الذهبية التى خرجت من خواتم ضخمة عليها أمنحتب الثالث، وجميع المقتنيات موجودة فى مخزن كامل تابع للمدينة لحفظها".
أما عن المنازل داخل المدينة الذهبية المفقودة، فقد أكد زاهى حواس لـ"اليوم السابع"، أنها بها أماكن للمعيشة وأماكن للتخزين فالحجرة بجوارها مكان للتخزين والطوب اللبن مستخدم داخل المدينة بشكل زجزاجى لمكافحة الهواء والرياح، وكذلك أدوات لشرب المياه مثل "زمزمية" خلال رحلات أبيدوس للحج فى عصر القدماء المصريين، ومناطق للطحن تبين الحياة داخل تلك المدينة، وشارع ضخم على جانبيه منازل بشكل موحد مميز، كما تم الكشف عن هيكل كامل تمثيل للإلهة حتحور إلهة الحب والجمال.
وقال الدكتور زاهى حواس إنه يعتقد أن يكون توت عنخ آمون مرتبط بتلك المدينة المفقودة كثيراً ويكون استعمل تلك المدينة فى حياته، وجارٍ البحث فى باقى أعمال الحفائر التى تستمر خلال السنوات المقبلة، وكذلك اعتقد أن نفرتيتي حكمت بعد اخناتون واعتقد انه غيرت اسمها وقد تقدم تلك المدينة معلومات عن الملكة نفرتيتي أيضاً، وهو ما ستكشفه الأيام المقبلة، مؤكداً على أنه الملك أمنحتب الثالث كان له منطقة تخزين للحوم فى تلك المدينة للإحتفال بعيد "الحب ست" لتجديد شبابه ويظهر أنه قادر على حكم البلاد، وكل تلك اللحوم كان تذبح داخل مجزرة فى منزل مدير القصر الملكى، وكذلك الإناء الذي عثر عليه هذا النص كان بداخله 10.5 كيلو لحوم، وعثر أيضاً على أشياء لعمل الصنادق وتخييط الملابس.
وأضاف الدكتور زاهى حواس فى لقائه لـ"اليوم السابع" أن المدينة المفقودة المكتشفة بجوار معبد هابو بالبر الغربى، عاشت نحو 37 سنة، وكانت منطقة صناعية وسكنية وإدارية، مؤكداً أن كل الفنانين والعمال الذين عملوا فى تلك المدينة قاموا بعمل عقود أحجار كريمة وأحذية وملابس ومنطقة ضخمة لتخزين اللحوم فى عيد "الحب ست" الثالث لأمنحتب، قائلاً: "من هنا نثبت للعالم كله أن الحضارة المصرية ليست حضارة موت ولكنها حضارة حياة"، مؤكداً على أن تلك المدينة المكتشفة اسمها "إشراقة آتون" وواضح داخلها مناظر لآتون داخل المنازل، وعثر على أحجار عليها مناظر لآتون أيضاً، قائلاً: "لكن يعتقد أنه منذ سبتمبر القادم ستكون المنطقة الغربية للجبانة بها معلومات عن الملك توت عنخ آمون، والذى جاء من تل العمارنة بعد وفاة والده إخناتون وحكم 10 سنوات، ورغم أنه كان يعيش فى منف ولكن معبده يكون فى هذا المكان وأنه قد استغل تلك المدينة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة